واصل ضيوف الرحمن أداء مناسكهم في مشعر منى، حيث اكتمل، يوم الأحد، رمي الجمرات الثلاث في ثاني أيام التشريق، وسط تنظيم دقيق وأجواء إيمانية عامرة بالسكينة والخشوع.
وجاءت عملية الرمي وفق برامج تفويج محكمة، بدأت بالجمرات الصغرى ثم الوسطى وأخيراً الكبرى، بـ7 حصيات لكل جمرة، مما ساهم في انسيابية الحركة، دون تسجيل حوادث تُذكر.
المتعجلون يودّعون منى متجهين إلى طواف الوداع
مع زوال شمس الأحد، غادر الحجاج المتعجلون مشعر منى متجهين إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء طواف الوداع، مستكملين بذلك آخر مناسكهم.
بينما يستعد غير المتعجلين لاختتام مناسكهم يوم الاثنين، في ثالث أيام التشريق، الذي يُعد رابع أيام عيد الأضحى المبارك.
جاهزية أمنية شاملة لضمان سلامة الحجاج
قوات أمن الحج، بقيادة اللواء عبد الله القريش، أكدت جاهزيتها الكاملة لتنفيذ خطط التفويج، وتسهيل حركة الحشود داخل منشأة الجمرات والمسجد الحرام، مؤكدة توفير جميع الإمكانات البشرية والآلية والتقنية لضمان سلامة ضيوف الرحمن.
كما تتابع قوات المرور ودوريات أمن الطرق حركة المركبات، وتنظم عمليات نقل الحجاج بدقة متناهية، لتفادي أي ازدحام أو تأخير.
خطة نقل ترددي دقيقة تقلّص زمن التنقل
ضمن واحدة من أكثر مراحل الحج كثافة، أُطلقت منظومة تشغيلية متكاملة للإفاضة من منى إلى الحرم، تضمنت تشغيل 100 حافلة مفصلية، بطاقة استيعابية بلغت 20 ألف راكب في الساعة، مما ساعد على تقليص زمن التنقل إلى 20 دقيقة فقط.
وقد خُصصت مسارات منفصلة للحافلات لتفادي تداخلها مع حركة المشاة، في حين جرى تفويج الحجاج إلى الطواف في أوقات متفاوتة، لضمان سلاسة أداء المناسك.
استقبال الحجاج في المدينة المنورة… جاهزية متكاملة
بدأت الجهات الحكومية في المدينة المنورة استعداداتها المبكرة لاستقبال طلائع الحجاج المتعجلين، عبر رحلات قطار الحرمين السريع والحافلات.
وتتزامن هذه المرحلة مع توفير خدمات تنظيمية وإرشادية في الروضة الشريفة والمسجد النبوي، لضمان سلاسة الدخول وفق مواعيد الحجز الإلكتروني والطاقة الاستيعابية للموقع.
دعوات للالتزام والسكينة
دعا قائد قوات أمن الحج ضيوف الرحمن إلى التحلي بالهدوء والسكينة خلال رمي الجمرات وأداء الطواف، والالتزام بالتعليمات الأمنية، خاصة فيما يخص عدم حمل الأمتعة خلال التنقل.
وأكد أن التعاون مع خطط التفويج يسهم بشكل مباشر في سلامة وأمن الجميع.
بين تلبية وتكبير، ودموع خاشعة وقلوب مطمئنة، يختتم الحجاج رحلة عمرهم التي شهدت أعلى درجات التنظيم والرعاية. وبينما يتوجه المتعجلون إلى طواف الوداع، تُرفع الأكف بالدعاء أن يتقبل الله منهم، ويعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.