عادت “قافلة الصمود” إلى العاصمة التونسية اليوم الخميس، بعد أن تعثرت رحلتها الإنسانية على مشارف مدينة سرت الليبية، في محاولتها للتوجه نحو معبر رفح لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
1700 مشارك من تونس والجزائر وليبيا
كانت القافلة، قد انطلقت في التاسع من يونيو الجاري من تونس، حاملة معها أكثر من 1700 مشارك من جنسيات تونسية وجزائرية وليبية وسودانية، بهدف رمزي وإنساني يتمثل في إيصال الدعم والمساندة لأهالي غزة، في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي والمعاناة الإنسانية في القطاع.
لكن القافلة اصطدمت بعراقيل أمنية على الأراضي الليبية، حيث منعت سلطات شرق ليبيا الخاضعة لنفوذ المشير خليفة حفتر عبور القافلة، بحجة عدم استكمال الإجراءات القانونية والتأشيرات، وغياب التنسيق مع الخارجية المصرية. وتسبب ذلك في توقيف عدد من المشاركين، بينهم ستة ليبيين وثلاثة جزائريين وثلاثة تونسيين وسوداني.
عراقيل أمام القافلة
وبعد ضغوط ووساطات، أفرجت السلطات عن المحتجزين، لتبدأ القافلة رحلة العودة صباح الأربعاء، من مدينة زليتن الليبية عبر الطريق الساحلي إلى معبر رأس جدير، على أن تصل غدًا الخميس إلى العاصمة تونس.
ورغم فشلها في بلوغ غزة، اعتبر كثير من المشاركين أن “رسالة القافلة وصلت”، وفق تعبير المؤثر التونسي علاء بن عمارة، الذي احتُجز ليومين قبل ترحيله إلى تونس. وقال لإذاعة موزاييك: “نعم، لم نصل إلى رفح، لكن صوتنا وصل إلى العالم كله. نحن لم نخسر”.
وقف الحرب وتخفيف الحصار الإنساني
القافلة التي رفعت شعارات التضامن مع غزة، تمثل أحدث المبادرات الشعبية المغاربية التي تعبّر عن دعمها للقضية الفلسطينية، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب وتخفيف الحصار الإنساني المفروض على القطاع.
وعلى الرغم من تعثر الوصول الجغرافي، فإن القافلة نجحت في تحقيق هدف معنوي: لفت الأنظار مجددًا إلى غزة، والتأكيد على أن التضامن الشعبي لا تحدّه حدود.