أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، عن استغراب بلاده الشديد من الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، مؤكدًا أن ذلك يشكل «انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر» ومخالفة واضحة لمبادئ حسن الجوار والقوانين الدولية.
وشدد الأنصاري على أن طبيعة الرد القطري على الهجوم الإيراني «سيادية وتخضع للنقاش على أعلى المستويات»، مؤكدًا حق قطر في الرد بما يتوافق مع القوانين الدولية ومراعاة الأمن الإقليمي.
دفاعات قطرية تحبط الهجوم بالكامل
كشف اللواء شايق الهاجري، نائب رئيس أركان العمليات المشتركة القطرية، أن الدفاعات الجوية القطرية تمكّنت من اعتراض 19 صاروخًا أطلقتها إيران باتجاه القاعدة، مشيرًا إلى أن صاروخًا واحدًا فقط سقط داخل قاعدة العديد من دون وقوع إصابات.
وأوضح أن بعض الحطام سقط على مناطق سكنية مجاورة من دون أضرار تُذكر، مؤكدًا جاهزية القوات القطرية للتصدي لأي هجمات مماثلة.
مواقف قطر المتوازنة أمام التصعيد الإقليمي
لطالما تبنّت الدوحة مواقف متوازنة تجاه القضايا الإقليمية، ساعية إلى الوساطة بين الأطراف المتنازعة، وهو ما يجعل الهجوم الإيراني على أراضيها أمرًا أكثر تعقيدًا.
وأكد مسؤولون قطريون أن بلادهم لن تتهاون أبدًا عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي، مهما بلغ مستوى العلاقة الدبلوماسية مع الأطراف الأخرى.
وأثارت الواقعة موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ طالب مواطنون بضرورة اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الاعتداء الإيراني.
واعتبر ناشطون أن الاستهداف يُمثل إهانة للسيادة القطرية واختبارًا حقيقيًا لمصداقية الدوحة في الدفاع عن أراضيها وشعبها.
تحركات دبلوماسية عاجلة
في السياق ذاته، أفادت مصادر دبلوماسية بأن الدوحة تُجري اتصالات عاجلة مع دول صديقة وشركاء دوليين لشرح ملابسات الهجوم الإيراني، إضافة إلى التنسيق مع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ التدابير المناسبة.
كما أشارت المصادر إلى احتمال عقد جلسة طارئة لمجلس التعاون الخليجي لبحث سبل الرد المشترك على التصعيد الإيراني.
التصعيد يربك حسابات المنطقة
يرى مراقبون أن هذا التصعيد غير المسبوق من جانب إيران يزيد من تعقيد المشهد الأمني المشتعل أصلًا في المنطقة، خاصة بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة مؤخرًا.
ويتوقع خبراء أن الأيام المقبلة ستحدد إلى أي مدى يمكن للجهود الدبلوماسية أن تنجح في تهدئة التوتر، أو ما إذا كان التصعيد سيتجه إلى مراحل أكثر خطورة.