أكدت دولة قطر، اليوم الثلاثاء، أن المفاوضات بشأن قطاع غزة لم تتوقف، نافية وجود أي حالة من الجمود في المحادثات الجارية حالياً بين الأطراف المعنية. وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الذي أوضح أن وفدي إسرائيل وحركة «حماس» لا يزالان في العاصمة القطرية، والجهود الدبلوماسية تسير بوتيرة يومية ضمن إطار وساطة معقدة متعددة الأطراف.
المرحلة الأولى من التفاوض
في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة، قال الأنصاري: «نحن حالياً في المرحلة الأولى من المفاوضات، ثم تتبعها مرحلة المفاوضات غير المباشرة للوصول إلى اتفاق».
وأضاف أن المحادثات لم تشهد جموداً، بل هناك “أفكار متجددة على الطاولة”، مشيراً إلى أن المسار التفاوضي يمضي رغم صعوباته وتعقيداته السياسية والأمنية.
ورفض الأنصاري تحديد مدى زمني لانتهاء هذه المرحلة أو للمفاوضات بشكل عام، مشدداً على أن العملية معقدة وتحتاج إلى توافقات دقيقة بين الطرفين الأساسيين، بالإضافة إلى دعم من الأطراف الدولية والإقليمية الضامنة.
هيكل تفاوضي من ثلاث مراحل
كشف المتحدث القطري عن هيكل تفاوضي واضح يتكون من ثلاث مراحل، تهدف في مجملها إلى إنهاء الصراع في غزة، قائلاً: «نحن أمام مرحلة أولى تتبعها مرحلة ثانية، ونأمل بنهاية هذه المرحلة أن نصل لاتفاق وقف إطلاق النار، ثم في المرحلة الثالثة نأمل للوصول إلى تهدئة عامة وسلام دائم».
وأشار إلى أن هذه المراحل «هي نفس المراحل التي نعمل وفقها كل مرة»، في إشارة إلى خبرة قطر الطويلة في الوساطات الإقليمية، وخاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
تنازلات إسرائيلية جزئية
وفي تطور لافت، أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، نقلاً عن مصدر دبلوماسي عربي، أن إسرائيل قدمت مؤخراً مقترحاً جديداً خلال المفاوضات غير المباشرة التي تجري في الدوحة.
ويقضي المقترح بإمكانية سحب عدد أكبر من القوات الإسرائيلية من قطاع غزة خلال فترات الهدنة، في خطوة تعكس رغبة إسرائيلية بإظهار مرونة أكبر مقارنة بالعروض السابقة.
ومع ذلك، تبقى الخلافات قائمة، خصوصاً بشأن حجم ومواقع هذا الانسحاب، إذ لا تزال إسرائيل متمسكة بالإبقاء على تواجد عسكري في مناطق تعتبرها “استراتيجية”، من بينها منطقة عازلة بعمق 3 كيلومترات قرب الحدود المصرية جنوب رفح، إضافة إلى ما يُعرف بـ«ممر موراج» الذي يفصل بين رفح وخان يونس.
مطالب «حماس»
في المقابل، تطالب «حماس» بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية إلى مواقع ما قبل انهيار وقف إطلاق النار الأخير في مارس الماضي. وتعتبر الحركة أن أي وجود عسكري إسرائيلي داخل حدود القطاع يشكل تهديداً مباشراً لأي اتفاق مقبل، ويقوض فرص العودة إلى حالة من الاستقرار.
من جهتها، تواصل الدوحة تكثيف جهودها بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر وشركاء دوليين آخرين، لضمان تجاوز العقبات التفاوضية، ومحاولة الوصول إلى “اتفاق إطاري” يشكل نقطة انطلاق نحو التهدئة الدائمة.
ويأتي هذا الحراك وسط تصاعد الضغوط الإنسانية في قطاع غزة، وتزايد الدعوات الدولية لوقف القتال، خاصة في ظل الدمار الواسع الذي خلفته الغارات الإسرائيلية، وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.
رغم التعقيدات السياسية والميدانية، تؤكد قطر أن باب التفاوض لا يزال مفتوحاً، وأن لا تجميد في المسار الحالي، ما يبعث برسالة أمل إلى الأطراف المتضررة من الحرب، ويعكس في الوقت نفسه إصرار الوساطة الإقليمية على مواصلة الجهود من أجل كسر دائرة العنف المستمرة في القطاع منذ شهور.