في تصعيد حاد للغة الخطاب الإسرائيلي تجاه إيران ووكلائها في المنطقة، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الخميس تحذيراً شديد اللهجة إلى طهران بشأن دعمها المستمر للحوثيين في اليمن.
وقال كاتس مخاطباً القيادة الإيرانية بشكل مباشر: “أحذّر القيادة الإيرانية التي تموّل وتسلّح وتدير الحوثيين”. هذا التصريح العلني والواضح يحمل في طياته اتهاماً صريحاً لإيران بالضلوع المباشر في أنشطة الجماعة اليمنية، وتجاوز دور “الوكيل” الذي غالباً ما يوصف به الحوثيون في سياق الصراع الإقليمي.
ولم يكتف كاتس بهذا التحذير، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بالإعلان عن انتهاء ما وصفه بـ”عهد الوكلاء” وانهيار “محور الشر”، وهو المصطلح الذي غالباً ما تستخدمه إسرائيل والإدارة الأمريكية لوصف إيران وحلفائها الإقليميين. هذا الإعلان يحمل دلالات استراتيجية مهمة، إذ يشير إلى تحول محتمل في طريقة تعامل إسرائيل مع التهديدات الإقليمية، ربما بالتركيز بشكل أكبر على إيران نفسها بدلاً من الاكتفاء بمواجهة وكلائها.
وفي سياق التهديد المباشر، أكد كاتس أن “ما فعلناه بحزب الله وحماس والأسد والحوثيين سنفعله في طهران”، وهو تصريح غير مسبوق في صراحته، يشير إلى استعداد إسرائيل لتوسيع دائرة المواجهة لتشمل العمق الإيراني إذا ما استمر الدعم الإيراني لوكلائها وتصاعدت التهديدات الناجمة عنهم.
واختتم وزير الدفاع الإسرائيلي تصريحاته بالتركيز على الحوثيين تحديداً، قائلاً إنهم “سيتلقون ضربات قاسية إذا واصلوا الهجمات علينا والجيش الإسرائيلي مستعد لأي مهمة”. هذا التأكيد يأتي في ظل تصاعد التوترات في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، حيث ينفذ الحوثيون هجمات متزايدة على سفن تجارية وعسكرية، وهو ما يهدد خطوط الملاحة الدولية ويزيد من المخاوف الإقليمية.
تحذيرات كاتس تأتي في سياق إقليمي بالغ التعقيد، حيث تشهد المنطقة صراعات متعددة تتداخل فيها مصالح قوى إقليمية ودولية. وتنظر إسرائيل إلى إيران باعتبارها التهديد الاستراتيجي الأكبر لها، وتسعى جاهدة للحد من نفوذها الإقليمي وتقويض قدراتها العسكرية.
تصريحات كاتس القوية قد تعكس قناعة متزايدة لدى إسرائيل بأن استراتيجية التعامل مع “الوكلاء” لم تعد كافية لردع إيران، وأن هناك حاجة إلى تبني نهج أكثر تصعيداً قد يشمل توجيه رسائل ردع مباشرة إلى طهران. ومع ذلك، فإن مثل هذه التصريحات تزيد من مخاطر نشوب صراع أوسع في المنطقة، وتستدعي حذرًا دوليًا في التعامل مع هذا التصعيد الخطير في الخطاب.