في مشهد صادم أثار قلق الأهالي، ظهرت أعداد كبيرة من الأسماك النافقة تطفو على سطح المياه في هور ابن نجم بمحافظة النجف الأشرف، ما أعاد إلى الأذهان أزمات بيئية سابقة هزت ثقة المواطنين في قدرة الجهات المعنية على حماية الموارد الطبيعية.
بلاغات واستنفار رسمي
أوضح مدير بيئة محافظة النجف، رئيس فيزيائيين أقدم جمال عبد زيد، أن دائرته تلقت «شكاوى كثيرة من المواطنين ومجموعة من المسؤولين حول نفوق الأسماك»، مضيفاً أنه تم تشكيل «فريق عمل كشفي متخصص» للتوجه إلى موقع الحادث والبدء بالتحقيقات الأولية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
أسباب محتملة.. ولا استبعاد للشبهة الجنائية
رغم عدم صدور تقرير رسمي حتى الآن يحدد السبب الدقيق للنفوق الجماعي، يرجح الخبراء أن الجفاف الشديد، وانخفاض مناسيب المياه، وتقلص التيارات المتجددة في أذناب الجداول المتصلة بالهور، قد تكون عوامل رئيسية في تقليل نسبة الأكسجين المُذاب، ما أدى إلى خنق جماعي للأسماك.
لكن المسؤول البيئي أشار إلى فرضية مقلقة أخرى، تتعلق بقيام بعض الصيادين باستخدام «طرق الصيد الكهربائية أو المواد السامة» بطريقة متعمدة، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات لتلوث بيئي متعمد أو جريمة بيئية تستوجب التحقيق والمحاسبة.
مخاوف بيئية واقتصادية
وأثارت الحادثة مخاوف بين أهالي النجف، لا سيما أولئك الذين يعتمدون على تربية الأسماك كمصدر دخل. كما أعادت الأزمة الجدل حول إدارة الموارد المائية في العراق، الذي يعاني من تحديات كبيرة في ملف المياه، بفعل التغير المناخي والسياسات الإقليمية.
دعوات لتدخل عاجل
وطالب المواطنون السلطات المحلية والوزارات المختصة بالتحرك السريع لحماية الثروة السمكية ومنع تكرار مثل هذه الكوارث، مؤكدين أن السكوت عن الظاهرة سيؤدي إلى تداعيات بيئية وصحية أكبر في المستقبل.