في خطوة جديدة تعكس التزام الولايات المتحدة الأمريكية بحماية خطوط الملاحة وتعزيز الاستقرار في المنطقة، أعلن قائد القوات البحرية في القيادة المركزية الأمريكية وقائد الأسطول الخامس، الفريق بحري جورج وايكوف، عن وصول السفينة القتالية الساحلية “يو إس إس كانبيرا (LCS-30)” إلى البحرين، مشيراً إلى أن هذا الحدث يمثل نقطة تحول في التعاون الدفاعي المشترك مع مملكة البحرين.
وأكد وايكوف، خلال جولة ميدانية للصحفيين على متن السفينة، أن «كانبيرا» تشكل إضافة نوعية للأسطول البحري الأمريكي في المنطقة، موضحاً أن هناك أربع سفن أخرى من نفس الفئة في طريقها للانضمام، من بينها «سانتا باربرا» و«تولسا»، إلى جانب وحدة مروحيات مرافقة سيتم تشغيلها من مطار البحرين الدولي.
رحلة بحرية طويلة تعكس جاهزية قتالية عالية
وأوضح الفريق وايكوف أن السفينة أكملت رحلة بحرية استغرقت قرابة شهرين، انطلقت من سان دييغو، مروراً بالمحيطين الهادئ والهندي، حتى وصولها إلى الخليج العربي، مشيداً باحترافية الطاقم وجاهزيتهم العالية لتنفيذ المهام فور الوصول.
وأشار إلى أن «كانبيرا» ستبدأ تدريجياً بإحلال مكان سفن «Avenger» القديمة المتخصصة في مكافحة الألغام، والتي خدمت لسنوات طويلة في المنطقة.
تقنيات متقدمة ومهام مهددة: السفينة ترمز للجيل القادم من القتال الساحلي
من جانبه، كشف قائد السفينة، الكابتن بيل غولدن، أن المهمة الأساسية لـ«كانبيرا» تتمثل في مكافحة الألغام عبر مركبات آلية غير مأهولة، تستطيع تنفيذ عمليات الاستطلاع والكشف دون تعريض الطواقم البشرية للخطر.
واعتبر غولدن أن هذه السفينة تمثل نقلة نوعية مقارنة بالسفن التقليدية، قائلاً: “نحن قادرون اليوم على تنفيذ نفس المهام بكفاءة وأمان أعلى بفضل هذه التقنيات”.
كما أوضح أن «كانبيرا» مجهزة أيضاً لمهام حماية الملاحة وتأمين السواحل، خصوصاً في البيئات الضحلة والمعقدة التي تتطلب قدرات مناورة عالية لا تملكها السفن الكبيرة.
اسم السفينة يحمل بعداً دبلوماسياً
وحول تسمية السفينة، قال غولدن إن اختيار اسم «كانبيرا» جاء تكريماً للعاصمة الأسترالية التي تم تدشين السفينة فيها، وهو ما يعكس عمق العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وأستراليا، ويجسد البعد الدولي للشراكات الأمريكية في تعزيز الأمن البحري العالمي.
وجود دائم.. لكن دون تحديد مدة الإقامة
ورغم أن الفريق وايكوف لم يحدد مدة بقاء السفينة في البحرين، إلا أنه شدد على أنها تمثل جزءاً من التزام أمريكي استراتيجي بالحفاظ على وجود بحري متطور في المنطقة، مشيراً إلى أن السفن القتالية الحديثة مثل «كانبيرا» تمثل مستقبل العمليات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي ذات السياق، أكد السفير الأمريكي لدى البحرين، ستيفن بوندي، أن وصول السفينة يعكس متانة الشراكة العسكرية بين البلدين، مشيراً إلى أن إدخال هذه القدرات هو إحدى ثمار اتفاقية التعاون الأمني «C-SIPA»، التي تهدف إلى تعزيز قدرات الطرفين في مواجهة التحديات الإقليمية.
وحول التوترات في المنطقة، خصوصاً مع إيران، امتنع السفير عن الخوض في التفاصيل، مكتفياً بالإشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال زيارته للمنطقة، والتي دعا فيها إلى الحوار الجاد مع طهران مع تأكيد التزام واشنطن بالدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها.
تعاون متجدد في وجه التحديات الإقليمية
يؤكد وصول السفينة «كانبيرا» إلى البحرين أن الولايات المتحدة ماضية في تعزيز وجودها البحري بالمنطقة، في إطار شراكة دفاعية متينة مع مملكة البحرين، تستند إلى الثقة والتنسيق المشترك، وتُشكل ركيزة من ركائز الأمن البحري في الخليج العربي، وسط بيئة إقليمية معقدة لا تزال تتطلب مزيداً من التعاون والاستعداد التقني والتكتيكي.