تُعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل العمرية تحديًا للأمهات والآباء على حد سواء، حيث تشهد تغيرات سلوكية ونفسية كبيرة لدى الأبناء، سواء كانت إيجابية أو سلبية. ولذلك، فإن التعامل مع الابن المراهق في هذه المرحلة يتطلب فهمًا عميقًا وطريقة تربوية مدروسة لضمان تأسيس شخصية متوازنة للمراهق.
بداية التأسيس: من الطفولة إلى المراهقة
تبدأ بوادر العناد والاستقلالية لدى الأطفال من سن عام ونصف، مما يضع الآباء أمام مسؤولية كبيرة في تأسيس سلوكيات أطفالهم منذ الصغر. وتختلف طرق التعامل مع الأطفال حسب شخصياتهم، والتي يمكن تقسيمها إلى نمطين رئيسيين:
- الشخصية الحساسة والحذرة:
يتميز هذا النمط بالسهولة في التعامل، حيث يميل إلى تعديل سلوكه بمجرد توضيح الخطأ، دون عناد أو تمرد. - الشخصية المندفعة والمستكشفة:
على عكس النمط الأول، يتميز هذا النمط بالعناد والرغبة في تنفيذ ما يدور في ذهنه، حتى بعد توضيح العواقب السلبية. ويتطلب التعامل مع هذا النوع وضع حدود واضحة منذ الصغر، واتباع روتين يومي يساعد على تنظيم سلوكه.
نصائح للتعامل مع الشخصية المندفعة
- وضع حدود واضحة: من المهم أن يحدد الآباء قواعد واضحة للتعامل مع الطفل المندفع، لتجنب تفاقم العناد.
- الاعتماد على الروتين: يساعد الروتين اليومي في توجيه طاقة الطفل المندفع بشكل إيجابي.
- التفرقة بين الرفض المقبول وغير المقبول: يجب أن يتعلم الطفل متى تكون كلمة “لا” ضرورية ومتى يمكن التفاوض.
كيفية التعامل مع سن المراهقة
مع دخول مرحلة المراهقة، تزداد التحديات بسبب التقلبات المزاجية والرغبة في الاستقلالية. وهنا تبرز أهمية اتباع استراتيجيات تربوية فعالة:
- فهم المرحلة العمرية:
يجب على الآباء فهم التغيرات النفسية والجسدية التي يمر بها المراهق، والتعامل معها بحكمة وهدوء. - المشاركة في اتخاذ القرار:
يشعر المراهق بالثقة عندما يشارك في اتخاذ القرارات الأسرية المهمة، مما يعزز شعوره بالمسؤولية. - تعزيز النقاط الإيجابية:
التركيز على الصفات الإيجابية للمراهق وتجنب التركيز المفرط على أخطائه يساعده على بناء تقدير ذاتي قوي. - تقبل الاعتذار:
من المهم أن يتعلم المراهق تحمل مسؤولية أخطائه، وأن يشعر بأن اعتذاره مقبول ومقدّر من قبل الأسرة.