سلّطت شبكة تلفزيون “بريكس” الدولية الضوء على عمق التعاون المصري الصيني في مجال التكنولوجيا والتنمية الزراعية، مشيرة إلى أن هذا التعاون يشكّل نقلة نوعية نحو تحقيق التنمية المستدامة في مصر، خصوصًا في المناطق القاحلة.
تكنولوجيا حفر الآبار الصينية تحيي الصحراء المصرية
أشادت الشبكة الدولية بمشروع مشترك يقوم على استصلاح مساحات شاسعة من الصحراء الغربية المصرية، اعتمادًا على تكنولوجيا متقدمة في حفر الآبار قدمتها شركة صينية متخصصة، مع مشاركة فعالة من الكوادر المصرية.
وتحوّلت أراضٍ كانت قاحلة إلى مساحات خضراء تنتج محاصيل استراتيجية مثل القمح والبطاطس.
مشروع بدأ في 2016.. وثمار ملموسة في 2025
وانطلق المشروع الطموح ضمن مبادرة “الحزام والطريق” الصينية في عام 2016، ومنذ ذلك الحين تم حفر نحو 680 بئرًا في مواقع تمتد من سيناء إلى أسوان مرورًا بالعوينات.
وأكدت “بريكس” أن التعاون بين مصر والصين لا يقتصر فقط على الجانب التكنولوجي، بل يُعد نموذجًا يحتذى به في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، إلى جانب الحفاظ على جودة البيئة وتوسيع الرقعة الزراعية.
رؤية مشتركة لمستقبل أخضر ومستدام
يرى خبراء أن هذا النوع من التعاون الدولي يُعد الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وأن تجربة مصر والصين في تعمير الصحراء تمثل بوابة واسعة لتكرار هذا النموذج الناجح في دول أخرى.
ولم تستخدم التقنيات الصينية الحديثة في مجال الزراعة والمياه الجوفية فقط في الحفر، بل شملت أيضًا أنظمة ري ذكية، وتطبيقات رقمية لمراقبة جودة التربة، مما ساعد على تحقيق أعلى كفاءة إنتاجية بأقل تكلفة مائية، وهي من أبرز التحديات التي تواجه الزراعة في المناطق الصحراوية.
تدريب الكوادر المصرية.. عنصر نجاح مستدام
واحدة من أهم نقاط القوة في هذا التعاون، كما أشارت شبكة “بريكس”، هي الاستثمار في العنصر البشري المصري. فالشركات الصينية لم تكتفِ بتوفير الآلات والخبرات، بل دربت مئات العاملين المصريين على تشغيل وصيانة المعدات، مما يضمن استمرارية المشروعات وتحقيق الاستقلالية التشغيلية على المدى الطويل.
دعم مباشر لأهداف مصر في رؤية 2030
ويتماشى هذا المشروع مع أهداف الدولة المصرية في رؤية 2030، لا سيما ما يتعلق بمحور التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، وكذلك استغلال الموارد الطبيعية غير المستغلة، مثل الأراضي الصحراوية، في إطار خطط التوسع الأفقي في الزراعة.
ويبدو أن ما يحدث في مصر من تعاون مع الصين يمكن أن يتحول إلى مرجع ونموذج ناجح تحتذي به دول إفريقية وعربية أخرى تعاني من نفس التحديات في الزراعة والمياه. وقد بدأت بعض الوفود الإفريقية في زيارة المواقع النموذجية المصرية للاطلاع على التجربة والاستفادة منها.
مستقبل التعاون: مشروعات أكثر وقطاعات جديدة
وفي ضوء النجاح المحقق، تشير التقارير إلى نية الجانبين المصري والصيني توسيع التعاون في قطاعات أخرى مثل التكنولوجيا الطبية، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية الذكية، ويُنتظر أن تشهد السنوات القادمة مشروعات مشتركة أكثر طموحًا تضع مصر في قلب الثورة التكنولوجية والتنموية بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.