اكتشفت دراسة بحثية جديدة أن تناول الوجبات التي تحتوي على الفلفل الحار قد يُساعد بشكل كبير في إنقاص الوزن. وفقًا لتقرير نشرته “تليغراف” البريطانية نقلًا عن دورية “Food Quality and Preference”، يُشير العلماء إلى أن دمج الأطعمة الحارة في وجبة الغداء يُمكن أن يُقلل من كمية الطعام المتناولة بنسبة تصل إلى الخمس مقارنة بالوجبات الخفيفة. فهل تُخفي التوابل سرًا لخداع الجسم وتحفيزه على الأكل أقل؟
التوابل تخدع الجسم وتبطئ الشهية
يعتقد العلماء أن التوابل في الفلفل الحار تُخدع الجسم وتدفعه إلى الرغبة في تناول كميات أقل من الطعام. هذا التأثير الغامض يؤدي إلى تناول الأشخاص كميات أقل بنسبة 20% تقريبًا مقارنة بالوجبات غير الحارة.
توصل علماء أمريكيون إلى أن حرارة الفلفل الحار تُسبب إحساسًا “بحرقة في الفم”، مما يدفع الشخص إلى تناول الطعام ببطء شديد. هذا الإبطاء في معدل الأكل يُترجم تلقائيًا إلى تناول كميات أقل من الطعام قبل الشعور بالشبع.
لإثبات ذلك، قُدم لحوالي 130 مشاركًا طبقان من لحم البقر الحار أو دجاج تيكا، مع مزيج من البابريكا الحارة أو الحلوة. سُجلت بياناتهم أثناء تناول الطعام، وطُلب منهم تناول الكمية التي يرغبون بها. أظهرت البيانات أنهم تناولوا كمية أقل بنسبة 11% من لحم البقر الأكثر حدة، وأقل بنسبة 18% من دجاج تيكا الأكثر حدة، مما يُشير بوضوح إلى أن “التوابل تُبطئ شهية الأشخاص” بشكل فعّال.
استبعاد التفسيرات الشائعة وتأكيد “حرقة الفم”
قادت هذه الدراسة الدكتورة بيج كانينغهام، عالمة الأغذية في جامعة بنسلفانيا ستيت. في البداية، اعتقدت الدكتورة كانينغهام أن انخفاض الاستهلاك ربما يعود إلى قلة استمتاع الأشخاص بالطعام بسبب حرارته الزائدة، أو شربهم كمية أكبر من الماء للتكيف، وبالتالي شعورهم بالشبع بشكل أسرع. ولكن بعد تحليل البيانات، تم استبعاد كلا التفسيرين.
صرحت الدكتورة كانينغهام لصحيفة التلغراف: “كانوا يحبون الوجبات بالتساوي ويشربون كميات متقاربة من الماء. ولكن اختلفوا في معدل تناول الطعام”، مشيرة إلى أن “زيادة التوابل تُبطئ شهية الأشخاص، وأفادت أبحاث أخرى أن إبطاء تناول الطعام عادةً ما يُقلل من كمية الطعام التي يتناولونها.” وأكدت أن الشعور “بحرقة الفم” هو السبب المحتمل وراء انخفاض الشهية.
الآثار المستقبلية للتحكم في الوزن
كتب الباحثون: “تحدد هذه التجارب تلاعبًا غير متعلق بتركيبة الطعام، يُمكن استخدامه لإبطاء معدل تناول الطعام وتقليل تناوله حسب الرغبة دون التأثير سلبًا على متعة الطعام.” في حين أن الآثار طويلة المدى لالنظام الغذائي الحار لا تزال مجهولة، إلا أن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن تناول غداء حار قد يكون له فوائد كبيرة على محيط الخصر وفقدان الوزن.
قالت الدكتورة كانينغهام: “بالنسبة لوجبة واحدة، فإن زيادة التوابل تُقلل من استهلاك الطاقة. وإذا استمر هذا الانخفاض في استهلاك الطاقة مع مرور الوقت، وهو أمر مستبعد، فربما يُساعد ذلك الأفراد على تقليل استهلاك الطاقة، مما قد يُساعد في الحفاظ على الوزن أو حتى فقدانه. لكن لم تبحث هذه الدراسة في التحكم بوزن الجسم أو فقدانه بشكل مباشر، لذلك لا يمكن الجزم بكيفية استمرار هذه التأثيرات مع مرور الوقت.”
وكتب الباحثون أن “الدراسة الحالية تقدم دليلاً على أن هذا المكون الشائع [الفلفل الحار]، من خلال تأثيره على المعالجة الفموية وسلوك الاستهلاك، يمكن أن يكون مفيدًا لالتحكم في الوزن وتقليل خطر الإفراط في استهلاك الطاقة أثناء الوجبات.”