يُعد لبان الذكر مادة طبيعية آمنة لها فوائد صحية مذهلة، لكنها للأسف لا تحظى بالاهتمام الكافي. يوضح د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن من أهم هذه الفوائد كونه بديلًا طبيعيًا للمسكنات الكيميائية التي تُجهد الكبد والكلى، حيث يُساعد في تخفيف آلام والتهابات المفاصل بشكل فعال، ليُقدم حلًا طبيعيًا للكثيرين.
اللبان الذكر: محارب الالتهابات الأول
يحتوي اللبان على حمض يُسمى “بوزويليك” الذي يُعد العنصر النشط وراء الكثير من فوائده. هذا الحمض يمنع إنتاج مواد في الجسم تُسبب الالتهابات، مما يجعله فعالًا في معالجة العديد من المشاكل الصحية.
وقد أظهرت الدراسات، ومنها تجربة على الفئران في عام 2014، أن هذا الحمض يقلل من تآكل الغضاريف والتهاب المفاصل. وحتى عند البشر، شهد كثيرون تحسنًا ملحوظًا في الألم والحركة بعد استخدام مستخلص اللبان الذكر. في مراجعة علمية عام 2018، تأكدت هذه النتائج بشكل أكبر، حيث أظهرت تجربة تناول 169 ملج من مستخلص اللبان مرتين يوميًا لمدة أربعة أشهر تحسنًا في حالات المرضى بدون أعراض جانبية. كما أن دهن زيت اللبان على المفصل لمدة 6 أسابيع يُقلل الألم، رغم أنه قد لا يُحسن حركة المفصل. أما في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، فقد أظهرت التجارب على الفئران أن اللبان يُقلل الالتهاب بشكل ملحوظ، مع كفاءة أقل قليلاً من الأدوية التقليدية لكنه يتفوق بكونه بدون آثار جانبية ضارة.
كنوز صحية متعددة: من الهضم إلى الوقاية من الأورام
لا تتوقف فوائد اللبان الذكر عند المفاصل فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب صحية متعددة:
مُحسن للهضم: يُعد اللبان الذكر هاضمًا ممتازًا. فقد أظهرت دراسات أن تناول 250 ملج منه يوميًا لمدة 6 أشهر يُحسن أعراض مشاكل الجهاز الهضمي ويُريح المعدة. كما يُساعد في حالات التهاب القولون التقرحي عند استخدامه لمدة 4 أسابيع.
داعم للجهاز التنفسي: يُساعد اللبان أيضًا في تخفيف أعراض الربو، الكحة، والتهابات الجهاز التنفسي، لأنه يمنع إنتاج مواد تُسبب ضيق الشعب الهوائية وزيادة إفراز البلغم. وقد أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين تناولوا 500 ملج منه يوميًا لمدة 4 أسابيع قللوا حاجتهم لاستخدام بخاخات الربو.
صحة الفم واللثة: بفضل خواصه المضادة للبكتيريا، يُفيد اللبان صحة الفم واللثة ويمنع التهابات اللثة. أظهرت دراسات أن اللبان قادر على قتل بكتيريا تُسبب مشاكل شديدة في اللثة، ومضغ اللبان يُقلل من عدد الميكروبات في الفم.
الوقاية من الأورام: المفاجأة الكبرى هي دوره الفعال جدًا في الوقاية من الأورام. حمض البوزويليك الموجود في اللبان قادر على وقف نمو وانتشار الخلايا السرطانية، لأنه يمنع تكون الحمض النووي فيها، مما يحمي من عدة أنواع سرطانية مثل سرطان الثدي، البروستاتا، الجلد، البنكرياس، والقولون. وفي دراسة على البشر، أظهرت نتائج مشجعة لمرضى أورام المخ الذين تناولوا جرعات كبيرة من اللبان (4500 ملج يوميًا)، مما ساعد في تقليل تجمع السوائل بالمخ وخفض الحاجة إلى الأدوية الأخرى.
استخدامات تاريخية وتحذيرات هامة
على الصعيد الشعبي والتاريخي، يُستخدم اللبان الذكر لتحسين مستوى السكر في الدم، تقليل القلق والاكتئاب، حماية القلب من الالتهابات، تقوية الذاكرة، وتنظيم الهرمونات وتقليل أعراض الدورة الشهرية وزيادة الخصوبة.
رغم هذه الفوائد الكبيرة، يجب الانتباه إلى بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث عند الجرعات العالية، مثل الإمساك، عسر الهضم، والغثيان. كما يجب الحذر الشديد لأنه قد يسبب الإجهاض، لذلك لا يُنصح به للحوامل أو اللاتي يُحاولن الحمل. أيضًا، قد يتفاعل اللبان مع بعض الأدوية مثل مميعات الدم ومسكنات الألم. وفي حال استخدام زيت اللبان، يجب تخفيفه بزيت ناقل لأنه حاد جدًا على الجلد. دائمًا يُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء في أي علاج طبيعي.