أسدلت سلسلة “لعبة الحبار” الكورية الستار على فصولها بإطلاق موسمها الثالث والأخير عبر منصة “نتفليكس“، مسجلة أرقامًا قياسية جديدة في زمن قياسي. خلال أول ثلاثة أيام فقط من العرض، حصد الموسم الجديد 60.1 مليون مشاهدة، متجاوزًا بذلك أرقام الجزء الثاني، بإجمالي 368.4 مليون ساعة مشاهدة. هذا الإنجاز جعل العمل الأوسع انتشارًا على المنصة في 93 دولة حول العالم، بما في ذلك كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، لبنان، الإمارات، واليابان، مؤكدًا على الانتشار المتزايد للمحتوى غير الناطق بالإنجليزية بين جمهور المنصات الرقمية.
تطورات درامية وجدل نقدي حول الخاتمة المنتظرة
يستكمل الجزء الثالث الأحداث بعد فشل تمرد اللاعبين في الموسم السابق، حيث يعود البطل سونغ جي هون، الذي يجسده الفنان لي جونغ جاي، إلى قلب المنافسة. هذه المرة، يهدف جي هون لتصفية الحساب مع منظمي اللعبة من الداخل. يشهد الموسم تقديم ألعاب جديدة أكثر وحشية وإثارة، من بينها نسخة عنيفة من لعبة “الغميضة” وتحدي “جسر الحبل”. كما أُدخل عنصر مثير للجدل تمثل في مشاركة طفل رضيع، مما دفع جي هون لاتخاذ قرار مصيري بالتضحية بنفسه لضمان سلامة الرضيع، مضيفًا بُعدًا إنسانيًا وعاطفيًا عميقًا للقصة.
تباينت ردود النقاد على الموسم الأخير بشكل ملحوظ. وصفت صحيفة “الغارديان” النهاية بأنها “مبالغ في تأثيرها الدرامي”، معتبرة أن المسلسل اتجه نحو أسلوب حركة تقليدي أفقده جزءًا من تميزه الأصلي. ورأت “فاينانشال تايمز” أن النبرة الداكنة كانت ملائمة، لكنها أشارت إلى غياب الفكاهة السوداء التي لطالما ميّزت بداية العمل. في المقابل، اعتبرت مجلة “تايم” أن المسلسل استعاد قوته، مشيدة بالأداء التمثيلي العميق والتحولات العاطفية المدروسة.
أما الجمهور، فقد انقسمت آراؤه بشكل لافت. فبينما منحه النقاد على موقع “روتن توميتوز” تقييمًا إيجابيًا بلغ 81%، لم يتجاوز تقييم المشاهدين 51%، مما يكشف عن اختلاف في التوقعات بين الفئتين. تركزت الانتقادات الموجهة من الجمهور على تسارع الأحداث، والاعتماد المفرط على المؤثرات البصرية، خصوصًا في تجسيد الرضيع باستخدام تقنيات CGI، التي وُصفت بأنها “مزعجة بصريًا” و”غير مقنعة”.
على الرغم من أن الموسم الثالث يُعد نهاية مغلقة لقصة البطل جي هون، فإن مشاريع توسعية أخرى لا تزال قيد التطوير. سيعود برنامج المسابقات الواقعي “Squid Game: The Challenge” بموسم جديد، وهناك أحاديث أولية حول تطوير نسخة أمريكية من العمل بإشراف المخرج المعروف ديفيد فينشر. وقد أبدى مبدع العمل، هوانغ دونغ هيوك، استعداده للمساهمة في مشاريع مماثلة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن القصة الأساسية للمسلسل قد وصلت إلى محطتها الأخيرة.