أعلنت السلطات السورية اليوم السبت، عن توقيف وسيم الأسد، ابن عم الرئيس المخلوع بشار الأسد، والمتورط الرئيسي بملف تجارة المخدرات التي ازدهرت خلال فترة الحكم السابق.
وجاء هذا التطور بعد عملية أمنية نوعية نفذتها الاستخبارات العامة بالتعاون مع وزارة الداخلية، أسفرت عن الإطاحة بواحد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل من الدائرة المقربة لعائلة الأسد.
عملية أمنية مُحكمة أسقطت “أبرز تُجّار المخدرات”
أفادت وزارة الداخلية السورية أن توقيف وسيم الأسد تمّ من خلال كمين أمني مُحكم نصبته الجهات المختصة في منطقة تلكلخ بمحافظة حمص، قرب الحدود مع لبنان.
أكد مصدر أمني أن وسيم الأسد كان يُعدّ من الأسماء الكبيرة المتورطة بشبكات التهريب وتجارة المخدرات التي نشطت على مدار سنوات حكم النظام السابق، مستغلًا صلاته العائلية ونفوذه الأمني.
أول فرد من الدائرة الضيقة يُطاح به بعد الإطاحة بالنظام السابق
بحسب مراقبين، يمثل توقيف وسيم الأسد سابقة من نوعها، فهو أول اسم بارز من أقارب الرئيس المخلوع يُلقى القبض عليه منذ سقوط الحكم السابق.
وأوضحت وزارة الداخلية أن ذلك يأتي ضمن جهود الحكومة الانتقالية لمحاسبة من تورطوا بجرائم فساد ونهب وتهريب، وتأكيدًا على استقلالية مؤسسات الأمن والقضاء الجديدة.
من الترف إلى المتابعة الدولية
لطالما أظهر وسيم الأسد من خلال حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي حياته المرفهة إلى جانب السيارات الفارهة والأسلحة الثقيلة، مستعرضًا نفوذه داخل دوائر السلطة السابقة.
وكان اسم وسيم الأسد مدرجًا على قوائم العقوبات الأمريكية منذ عام 2023، إذ وصفته وزارة الخزانة الأمريكية بأنه “شخصية محورية” في شبكة إقليمية لتهريب المخدرات بدعم من النظام السابق.
ومنذ الإطاحة بالنظام السابق، تواصل السلطات الانتقالية عمليات ملاحقة واسعة النطاق شملت مسؤولين أمنيين وعسكريين من عهد بشار الأسد.
فرّ بعضهم إلى دول الجوار، بينما لجأ آخرون إلى مناطق نائية داخل سوريا. ويؤكد مراقبون أن توقيف وسيم الأسد يشير إلى تصعيد غير مسبوق لمساعي اجتثاث شبكات النفوذ القديمة وطي صفحة حقبة من الاستغلال وغياب المساءلة.
ما الذي ينتظر وسيم الأسد؟
يبقى مصير وسيم الأسد بيد القضاء الذي من المنتظر أن ينظر قريبًا في ملفات اتهامه بالتورط في جرائم مختلفة. وفي حين تتعهد السلطات الجديدة بمحاكمات عادلة وشفافة، يبقى السؤال: هل سيكون توقيفه بداية لسلسلة من المحاكمات التي تستهدف الشخصيات المتورطة بالفساد وجرائم الحكم السابق؟
بهذه التطورات، تسجل السلطات السورية نقطة فاصلة جديدة في سعيها لاستعادة هيبة الدولة وإنفاذ القانون، وسط ترقب داخلي وخارجي لما ستسفر عنه التحقيقات والمحاكمات المقبلة.