تعقد في القاهرة اليوم الثلاثاء قمة عربية طارئة عبر جامعة الدول العربية. ويأتي انعقاد القمة في ظروف حساسة وخطرة، ليس فقط بما يتعلق بالقضية الفلسطينية ولكن أيضا بالقضايا العربية.
تزداد داخل دولة الاحتلال وبتشجيع من الرئيس الأمريكي ترامب مخاطر تهجير أهالي قطاع غزة وتحويلة إلى ريفيرا الشرق الأوسط ضمن عقلية العقارات والصفقات والأرباح.
تحاول حكومة الاحتلال الفاشية سحب حالة التطهير العرقي التي حاولت تنفيذها في قطاع غزة خلال أكثر من خمسة عشر شهراً الي الضفة الغربية في إطار العمل علي تصفية المخيمات وإعادة الهندسة الديموغرافية وتطبيق خطة الحسم.
ترمي دولة الاحتلال إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر مخططات التهجير والمحو والإزاحة والاستيطان والتهويد والحصار والعقاب الجماعي والتميز العنصري.
تعتقد حكومة اليمين الفاشية في دولة الاحتلال أن اللحظة التاريخية مؤاتية ليس فقط لتصفية القضية الفلسطينية ولكن لبسط السيطرة الإسرائيلية علي المنطقة ضمن منظور نتنياهو الخاص بالشرق الأوسط الجديد.
لقد أضحت الأطماع الاستعمارية والتوسعية لدولة الاحتلال واضحة وهي تستهدف الأمن القومي العربي من هنا تكمن أهمية ومفصلية القمة العربية الطارئة.
لقد طلب ترامب من كل من مصر والأردن استيعاب أهالي قطاع غزة وطلب نتنياهو من السعودية أن تقتطع جزءاً من أراضيها لإقامة الدولة عليها، في الوقت الذي أقر الكنيست الاسرائيلي ان إلدولة الفلسطينية تشكل خطراً وجودياً علي دولة الاحتلال، كما أعلن عن الأونروا (كمنظمة إرهابية) في محاولة لتصفية قضية اللاجئين .
وسبق أن أعلن كل من نتنياهو ووزير المالية المتطرف سموترتيش خارطة إسرائيل التي تؤكد توسعها الجغرافي على حساب الأراضي العربية.
ويشار هنا إلى قيام دولة الاحتلال باحتلال أراض واسعة من سوريا ووصل الجيش الإسرائيلي إلى مشارف دمشق، كما تعمل على تحويل كل من جنوب لبنان وسوريا إلى مناطق منزوعة السلاح مع بقاء مرتكزات أمنية إسرائيلية ثابتة في كل من لبنان وسوريا .
إن استحضار المفاهيم التوراتية في الصراع يشكل عنصر تهديد لكل الوطن العربي حيث ترمي دولة الاحتلال إلى تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة دولة أو( مملكة إسرائيل ) من النيل إلى الفرات.
وعليه وبما أن إسرائيل تستهدف القضية الفلسطينية وكذلك والقضايا العربية فإن هذة القمة تكتسب أهمية خاصة لا لتدافع عن القضية الفلسطينية فقط في إطار الخطة المصرية المدعومة عربياً والقائمة علي فكرة الإعمار في ظل بقاء السكان، وذلك رداً علي خطة ترامب نتياهو، ولكن أيضاً في سياق الدفاع عن المصالح الحيوية للدول العربية وأمنها القومي.
تستطيع الدول العربية استخدام أوراق القوة العديدة التي في أيديها، ومن ضمنها معادلة الاستثمار مقابل السياسية، وهي اللغة التي يفهمها ترامب بوصفة رجل ومال وأعمال وكذلك معادلة التطبيع مقابل الدولة الفلسطينية تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية.
وعليه، فإن الموقف العربي الموحد في مواجهة التهجير ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، بما يشمل العمل علي وحدة الموقف الفلسطيني بتجاوز حالة الانقسام والتلويح باستخدام أوراق القوة العربية على المستويات السياسية والقانونية والاقتصادية يشكل أبلغ رد على مخططات نتنياهو وترامب الاستعمارية ذات النزعة العنصرية والمتوحشة.