يشهد الطب التجميلي تطورات متسارعة في تقديم حلول لمعالجة تجاعيد البشرة وترهلها، لكن الوقاية تظل العامل الأساسي والأكثر فعالية للحفاظ على الشباب. تُعد الوقاية هي الحل الأقل كلفة والأكثر ديمومة. تعرفوا فيما يلي على أبرز العادات التي يوصي بها أطباء التجميل للحفاظ على شباب البشرة لأطول فترة ممكنة.
1. حماية البشرة: درع ضد الشيخوخة المبكرة
تُعتبر حماية البشرة من عوامل الشيخوخة المبكرة حجر الزاوية في الحفاظ على شبابها. يُركز الأطباء على عاملين رئيسيين: التعرض للشمس والتدخين. يُنصح باستعمال واقٍ شمسي مزود بعامل حماية يبلغ 50SPF عند التعرض المباشر للشمس، وذلك لتجنب التشيخ الضوئي الذي يُسبب حروق الشمس، الشيخوخة المبكرة، ويزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد.
أما التدخين، سواء السجائر التقليدية أو الإلكترونية، فيُعد عدوًا لدودًا للبشرة. فالسموم الموجودة في السجائر تُتلف الكولاجين، وهو البروتين المسؤول عن نضارة البشرة ومرونتها، مما يُسرع من شيخوخة البشرة وظهور التجاعيد بشكل ملحوظ. لذا، الإقلاع عن التدخين خطوة أساسية للحفاظ على بشرة شابة.
2. التعامل اللطيف مع البشرة: مفتاح النضارة
العناية الخاطئة بالبشرة أو الإفراط في العناية بها قد يؤدي إلى نتائج عكسية. الجلد هو أكبر عضو في جسمنا، وهو عضو حي يعمل على الدفاع عن نفسه ضد أي اعتداء كيميائي أو خارجي. لذا، يُنصح بتجنب معاملة البشرة بقساوة والإفراط في استعمال مقشرات البشرة التي تحتوي على حبيبات خشنة، أو الخضوع للتقشير الكيميائي بشكل مفرط في معاهد التجميل.
من الضروري أيضًا تجنب استعمال مستحضرات العناية ذات التركيبات الغنية جدًا أو التي تحتوي على مكونات نشطة قاسية على البشرة، فهذا قد يُسبب ظهور التجاعيد المبكرة. على سبيل المثال، في حالة البشرة الحساسة، يُنصح بتجنب استعمال مستحضرات تحتوي على الريتينول، فرغم فعاليته، إلا أنه قد لا يناسب جميع أنواع البشرة. ينصح الخبراء بعدم اتباع الاتجاهات التجميلية الطارئة بشكل أعمى، بل الاستماع إلى متطلبات البشرة لتعزيز قدرتها على الحفاظ على شبابها. حتى إزالة المكياج يمكن أن تُلحق ضررًا بالبشرة؛ لذا، يُوصي الخبراء باعتماد التنظيف المزدوج باستخدام زيت منظف كخطوة أولى، ثم جل أو رغوة منظفة، يتبعها رش البشرة بمياه حرارية غنية بالزنك لتضييق المسام وحماية البشرة من التحسس.
3. النظام الغذائي المتوازن: غذاء الشباب الداخلي
يلعب النظام الغذائي المتوازن دورًا محوريًا في الحفاظ على شباب البشرة. يُوصي أطباء الجلد بتجنب التغييرات المفرطة في الوزن الناتجة عن الحميات القاسية، لأنها تتسبب في ترهل الجلد وفقدان مرونته. كما يُنصح بالابتعاد قدر المستطاع عن السكر، الذي يؤدي إلى تسريع شيخوخة الخلايا وتلف الكولاجين.
يجب أيضًا ترطيب البشرة من الداخل عبر شرب ما لا يقل عن لتر ونصف من الماء يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، يُعد تناول الفاكهة والخضراوات الغنية بالفيتامينات والمعادن ضروريًا لصحة الجسم بشكل عام، وله تأثير مباشر على الحفاظ على نضارة البشرة وشبابها.
4. رياضة الوجه: لشد طبيعي
تُعزز التمارين الرياضية الخاصة بالوجه من متانة العضلات وتُساعد في شد البشرة. تعمل هذه التمارين على تعزيز متانة العضلة المسطحة في العنق وتقوية عضلات عظام الخد وزوايا الفك. تُساعد تمارين اليوغا الخاصة بالوجه على تعزيز متانة العضلات وتنشيط آلية التصريف اللمفاوي الذي يُؤثر أيضًا على متانة البشرة ويحول دون ترهل الوجه. تتوفر على موقع “يوتيوب” العديد من الفيديوهات التي تتضمن تمارين يوغا خاصة بالوجه، لكن يجب الحرص على ممارستها بشكل يومي أمام المرآة لتجنب تطبيقها بشكل غير صحيح، مما قد يؤدي إلى ظهور تجاعيد جديدة بدلًا من تمليس التجاعيد الموجودة.
5. وضعية الجسم: حماية من “تجاعيد الهاتف”
تلعب وضعية الجسم دورًا في تعزيز ظهور التجاعيد، خاصة تلك المرتبطة بالعادات اليومية. ينصح الخبراء بضرورة الاهتمام بالحفاظ على وضعية مستقيمة للجسم عند الوقوف. ويُشكل الاستعمال المكثف للهواتف المحمولة تحديًا كبيرًا في هذا المجال، إذ يتطلب النظر باستمرار إلى الأسفل ويتسبب في ترهل منطقة أسفل الذقن وظهور الذقن المزدوجة، التي لا تنتج فقط عن تراكم الدهون ولكن عن ارتخاء العضلات أيضًا. في هذا الإطار، يبدو الاهتمام بوضعية الرأس ضروريًا للحفاظ على شباب المنطقة الممتدة من أعلى الرأس إلى أعلى الصدر.
باتباع هذه النصائح الخمس من أطباء التجميل، يمكننا أن نُؤخر ظهور التجاعيد ونُحافظ على بشرة شابة ومشرقة لأطول فترة ممكنة، مستفيدين من قوة الوقاية كأقل الحلول كلفة وأكثرها فعالية.