عاش سكان سلفيت الفلسطينية ليلة عصيبة، حيث داهمت قوات الاحتلال المدينة واعتقلت شبانًا فلسطينيين، فاستمرت هذه العمليات طالما استمر نشاط الكتائب في شمال الضفة الغربية.
ومع استمرار هذه المداهمات، لم يتوقف الاحتلال عن ممارسته اليومية من اعتداءات ومداهمات في مدن الضفة الغربية، والتي بدأها بعملية في طوباس، اعتقل فيها عشرة أشخاص في سلفيت، كما دفع بآلياته العسكرية والجرافات إلى المدينة بهد هدم وتدمير البنية التحتية بها، حتى وصل الأمر إلى تفجير من العبوات الناسفة خاصة في محيط دوار المحكمة ودوار البلدية والسوق القديم ومحيط الدينمو في الأجزاء الشرقية من المدينة.
وفي خضم ذلك، يعيش أهالي المدينة ظروفا قاسية ما بين رصاص الاحتلال واعتقال أبنائهم وتدهور الوضع الاقتصادي واختفاء السلع الغذائية وفرض الاحتلال مزيدا من التضييقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية حتى يضيق الخناق على الفلطسينيين في كل مكان.
وكان الاقتحام الإسرائيلي لقرية فرخة في محافظة سلفيت، بمثابة حادث فج، حيث اعتدت قوات الاحتلال على منازل المواطنين وحطمت محتوياتها ونكلت بالسكان واعتقلت مواطنين، كما اقتحمت مخيم العين في نابلس، وهذا ما أسفر عن سقوط مزيدا من الشهداء الفلسطينيين.
ويبدو أن استمرار هذه العمليات من قبل الاحتلال، تدفع إلى نشاط الكتائب المسلحة في شمال الضفة الغربية، وهذا قد يؤدي إلى حدوث اشتباكات ضاربة ومداهمات عسكرية وتعقد الوضع في مختلف المدن الفلسطينية.
ربما تحاول إسرائيل في هذه الفترة إفراغ المخيمات الفلسطينية شمال الضفة، من سكانها، وإشاعة الفوضي بعد أن استقرت الأوضاع نسبيا هناك، كما تحاول تهجير الأهالي إلى خارج المدن والمخيمات حتى وصل الأمر إلى حرق المنازل وهدمها بالجرافات وأصبحت أكواما من الركام بعد أن كانت تنبض بالحياة، ويعيش أهلها في استقرار ووضع اقتصادي شبه مستقر.
وبالتأكيد، يتسبب كل هذا في شل الحياة العامة في المدن الفلسطينية، وانتشار أعمال العنف والاشتباكات المتواصلة بين الطرفين، كما يفتح هذا الباب إلى الحركات السلطة لزيادة نشاطها وتعميق نفوذها غير القانوني في المدن الفلسطينية، مما يؤدي إلى انتشار الفوضى والدمار وكذلك ضرب استقرار المواطنين في مقتل، وكأن الأرض تضيق على أصحابها.
وإلى متى يستمر الاحتلال الإسرائيلي في تقويض الحياة في الضفة الغربية، والهجوم المستمر على المدن المخيمات الفلسطينية، ومتى سيتمكن الفلسطينيون من العيش بأمان دون خوف من القتل والاعتقال والتهجير القسري وسوء الوضع الاقتصادي.
وبالأحرى، في حالة استمرار هذا الوضع على ما هو عليه، فمن المتوقع تحويل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية إلى مناطق صراعات ملتهبة، وكأن الوضع فيها يتحول إلى وضع الحرب في غزة، وهذا ما ينذر بكارثة إنسانية تتلخص في إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، لذلك على المجتمع الدولي أن يعي ويتدخل لإنقاذ الأبرياء.
ولكن من يسمع ويتحرك لإنقاذ المدنيين الأبرياء؟!