انطلقت في ساعات متأخرة من ليل 14 يونيو موجة صاروخية إيرانية ضخمة نحو إسرائيل، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية. أُطلِقت هذه الصواريخ ضمن ما وصفته طهران بـ”عملية الوعد الصادق 3″، ردًا على الهجوم الإسرائيلي السابق الذي استهدف منشآت نووية وعسكرية في إيران ضمن “عملية الأسد الصاعد”. اتخذ الهجوم الإيراني شكل رابع دفعات صاروخية، تجاوزت، بحسب تقديرات إسرائيلية، 150 هجومًا من صواريخ باليستية مركزة في اتجاه وسط تل أبيب وضواحيها .
الحصيلة والأثر الميداني: 63 جريحًا ومبانٍ مدمرة
حتى الآن أعلن الدفاع المدني الإسرائيلي عن إصابة 63 شخصًا، بينهم جريح واحد فُقدت حياته، واثنان قد تلقيا علاجًا في حالة حرجة . كما أفادت بلدية “رمات غان” بأن قرابة 100 شخص فقدوا منازلهم عقب تضرر 9 مبانٍ بالكامل، بينها برج مكوّن من 32 طابقًا في وسط تل أبيب.
صواريخ أسفرت عن نشوب حرائق عدة، تصاعدت أعمدة الدخان فوق الأبنية الشاهقة، بينما انتشرت قوات الإنقاذ لإجلاء السكان وإسعاف المصابين .
إجراءات الدفاع والجهوزية: إنذار شامل وإعصار دفاعي نشط
رد الجيش الإسرائيلي جاء سريعًا بتحذير المدنين وتوجيههم للتوجه نحو الملاجئ والغرف المحصنة، قبل أن يُرفع الإنذار ببطء بعد اعتراض معظم الصواريخ عبر منظومات “القبة الحديدية” و”حيتس”. ورغم ذلك، لم يخلُ الجو من صوت إنذارات متقطعة تحذّر من موجات صاروخية إضافية، فيما أعلن وزير الدفاع حالة التأهب القصوى على الخطوط الخلفية
دلالات استراتيجية: تصعيد نخبوياً وردع نووي مشفّر
الرد الإيراني لم يكن مجرد عمليّة عسكرية، بل تحول إلى عنصر استراتيجي في الصراع النفسي بين الطرفين. إيران حرصت على تأمين رسالة واضحة بأن قدراتها الصاروخية قادرة على ضرب كل نقطة حساسة في قلب تل أبيب، حتى في الداخل المدني. وقد أطلقت الهجوم بعد دقائق فقط من بيان الحرس الثوري الذي أعلن “ردًّا حاسمًا ودقيقًا” بينما إسرائيل حاولت إظهار قوتها الرادعة عبر الاعتراضات، لكنها اعترفت ضمنيًا بأن النظام الدفاعي لم يكن محصنًا بالكامل، مما يضع علامات استفهام حول فعاليته إذا ما استمرت الدفعات الصاروخية.
هل تدفع إسرائيل الثمن؟
الهجوم الإيراني الليلة هو الأوسع منذ بداية المواجهة الحالية، وقد كشف هشاشة جزئية في المنظومات الإسرائيلية، وأظهر أن تكلفة الصراع قد بلغت الذروة. وسط أعقاب الضحايا والمصابين وفقدان مساكن المدنيين، برهنت إيران على جدية تهديدها، بينما أعلنت إسرائيل مرارًا بالغضب والاستعداد للرد بقوة. وما زالت المنطقة كلها مترقبة: هل ستنجو المنطقة من حرب مفتوحة أم ينتظرها تصعيد شائن؟