أظهرت بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن 580 ألف يمني من الفئات الأشد ضعفاً باتوا يحصلون على خدمات صحية محسّنة، بفضل مشروع دعم سعودي حيوي أعاد المياه النظيفة لأكثر من 60 منشأة طبية في اليمن، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
الخطوة شكّلت تحولاً في واقع مرير كانت تعيشه المستشفيات اليمنية، حيث كانت تبدأ يومها على وقع انعدام الماء، ما يعطّل إجراء الجراحات ويُعيق التعقيم ويعرض المرضى والعاملين للخطر.
التحقق من وجود الماء قبل فحص المرضى
في التقرير الصادر من مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن، تم التطرق إلى التحديات اليومية التي كانت تواجه الفرق الطبية، من بينها اضطرار العاملين إلى التحقق من المياه في الخزانات قبل مباشرة العمل.
وكان غياب المياه يعني تأجيل جراحات حرجة، أو حتى إغلاق أقسام الولادة، في حين أن تعقيم الأدوات وغسل الأيدي أصبحا رفاهية مفقودة في بعض الأيام، ما اضطر بعض المستشفيات لإرسال المرضى إلى مرافق أخرى، ليس لغياب الأطباء، بل لغياب الماء.
استعادة الكرامة المهنية والثقة
من خلال مشروع «تحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة»، أعاد مركز الملك سلمان الأمل لمئات الآلاف، ليس فقط بتوفير الماء، بل بإحياء الثقة في القطاع الصحي.
الطبيب محمد، رئيس قسم التمريض بمستشفى تعز للأمراض النفسية، وصف المرحلة السابقة بـ”المؤلمة”، مؤكدًا أن المشروع أحدث استقراراً ملحوظاً في أداء المستشفيات، حيث عاد الموظفون إلى العمل بنشاط، وتحسّن مستوى النظافة، ما قلل العدوى وزاد من أمان المرضى.
وأفرد التقرير الأممي مساحة للحديث عن مشرفي المياه، مثل حسين، الذين يشرفون على توزيع المياه على أكثر من 50 مستشفى في 5 محافظات. يحرص هؤلاء على فحص كل خزان قبل الاستخدام، ومعالجة المياه لضمان سلامتها، مما يمنح المستشفيات طمأنينة وجاهزية أكبر.
ورغم التحديات مثل الطرق الوعرة أو التلوث، يؤكد العاملون أن أثر الماء يتجاوز البنية التحتية، ليصل إلى الأرواح التي تُنقذ كل يوم.
أكد التقرير أن الفرق بات ملموساً في أقسام الولادة والجراحة، حيث سُجلت انخفاضات في معدلات العدوى، وعاد الزوار لطلب الخدمة بثقة أكبر. بل أصبح بعض المرضى يقولون إنهم يشعرون بأنهم “في مستشفى حقيقي”، بعدما كانوا يترددون في المجيء خوفاً من العدوى أو قلة النظافة.
دعم سعودي ممتد لـ12 مليون شخص
وإلى جانب مشروع المياه، أوضحت الأمم المتحدة أن دعم مركز الملك سلمان يشمل مشاريع صحية أخرى يستفيد منها أكثر من 12 مليون يمني، في وقت باتت فيه الاحتياجات الصحية بالغة التعقيد، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وفي بلدٍ أنهكته الحرب، قد تبدو شاحنة ماء شيئاً بسيطاً، لكن في اليمن، هي وسيلة لإنقاذ الأرواح، واستعادة ثقة الناس في مستشفياتهم، وإعطاء الأمل بمستقبل يمكن أن يكون أكثر إنسانية… قطرة ماء تُحدث فرقاً.