لم يكن قادة الأعمال الذين علّقوا آمالاً كبيرة على إدارة ترامب الثانية مُستعدّين لخوض غمار حربه التجارية، فزيارة الرئيس ترامب إلى السعودية، ركّزت على الصفقات، تُجسّد ما كانوا يصبون إليه.
اتفاقيات بالمليارات
وبغض النظر عن الأسئلة المتعلقة بعدد الاتفاقيات الجديدة التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات والتي أعلنت عنها الإدارة أمس الثلاثاء، فإن المحطة الأولى من رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط تؤكد أن غرائزه المعاملاتية هي ما كان قادة الشركات يراهنون عليه.
وفيما يلي أبرز ما تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء:
اتفاقية دفاعية بقيمة 142 مليار دولار تقريبًا تضم أكثر من اثنتي عشرة شركة أمريكية وتغطي قدرات القوات الجوية والفضاء وأمن الحدود والاتصالات والمزيد
صفقة لبيع شركة إنفيديا حوالي 18 ألف رقاقة من أحدث شرائحها إلى شركة الذكاء الاصطناعي السعودية الناشئة Humain لتشغيل مراكز البيانات الجديدة، وبيع شركة AMD معالجات بقيمة 10 مليارات دولار إلى Humain أيضًا – مع ارتفاع أسهم كل من شركات تصنيع الرقائق يوم الثلاثاء.
حوالي 80 مليار دولار من الاستثمارات من قبل جوجل وأوراكل وأوبر وشركات أخرى في “التقنيات التحويلية المتطورة في كلا البلدين”
تبلغ قيمة إجمالي توربينات الغاز من شركة GE Vernova وصادرات الطائرات من شركة Boeing حوالي 19 مليار دولار
التزام من شركة داتا فولت السعودية باستثمار 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة
موافقة السعودية على استخدام ستارلينك في المنطقة بحسب إيلون ماسك.
تدفق الصفقات هو سبب وجود كبار قادة الشركات في الرياض أمس الثلاثاء، فعلى سبيل المثال من حضر غداءً استثماريًا أمريكيًا سعوديًا : ماسك؛ وجينسن هوانغ من إنفيديا (الذي أشاد به ترامب، مع ملاحظة غياب تيم كوك من آبل )؛ وسام ألتمان من أوبن إيه آي، الذي يجمع مليارات الدولارات لبناء مراكز بيانات وبيع خدمات الذكاء الاصطناعي؛ ولاري فينك من بلاك روك، الذي دأب على استقطاب الثروات السعودية ؛ وآندي جاسي من أمازون؛ ودارا خسرو شاهي من أوبر؛ وأليكس كارب من شركة استشارات البيانات بالانتير؛ وكيلي أورتبرغ من بوينغ؛ وغيرهم.
ترامب “يستمتع” بالصفقات
ويبدو أن ترامب يستمتع بهذه الصفقات، حيث فقال: “لدينا هنا أكبر قادة الأعمال في العالم، سيغادرون حاملين الكثير من الشيكات”.
لا يهم أن الصفقات المعلنة أقل بكثير من هدف ترامب، فصرّح البيت الأبيض بأنه حصل على التزامات استثمارية بقيمة 600 مليار دولار من المملكة العربية السعودية. لكن إجمالي ما تم الإعلان عنه حتى الآن يبلغ حوالي 283 مليار دولار، وصرح منظمو منتدى الاستثمار بتوقيع 145 صفقة بقيمة إجمالية تزيد قليلاً عن 300 مليار دولار. وكان العديد من هذه الصفقات قيد الإعداد قبل ولاية ترامب الثانية.
وحثّ الرئيس الأمريكي المسؤولين السعوديين على الالتزام بأكثر من تريليون دولار (وخفض أسعار النفط أيضًا)، لكن هذا الرقم يتجاوز أصول صندوق الثروة السيادية السعودي، صندوق الاستثمارات العامة، الذي أعلن بالفعل رغبته في تقليل استثماراته في الخارج والتركيز على الاقتصاد المحلي.