في تصعيد خطير لأعمال العنف التي تعصف بالسودان منذ أكثر من عامين، أعلنت مجموعة “محامو الطوارئ” أن قوات الدعم السريع شنت هجوماً دموياً على قرية “أم قرفة” الواقعة في ولاية شمال كردفان، ما أسفر عن مقتل 48 مدنياً، من بينهم نساء وأطفال، وتدمير عشرات المنازل.
وقالت المجموعة، المعنية بتوثيق الانتهاكات التي تحدث في مناطق النزاع، إن الهجوم وقع يوم الأحد، عندما اقتحمت عناصر الدعم السريع القرية الواقعة على الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة الخرطوم، على بعد نحو 250 كيلومتراً من الجنوب الغربي للعاصمة.
قتل جماعي ونهب واسع
أكدت المجموعة الحقوقية أن القتلى سقطوا في عملية “قتل جماعي”، رافقها نهب ممتلكات المدنيين وإحراق المنازل، في مشهد أعاد للأذهان الفظائع التي ارتكبت في بدايات النزاع قبل عامين. وجاء في بيان للمجموعة أن الهجوم نُفذ على بعد حوالي 90 كيلومتراً شمال مدينة بارا، والتي تخضع حالياً لسيطرة قوات الدعم السريع.
وأرفقت المجموعة قائمة بأسماء الضحايا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ما أثار غضباً واسعاً في الأوساط الحقوقية السودانية والدولية.
قرى مجاورة تنزف.. ونزوح جماعي
بالتوازي مع مأساة أم قرفة، أشارت تقارير محلية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في قرى مجاورة لم تُحدد أسماؤها بعد، فيما تواصلت حركة النزوح الجماعي من المنطقة. وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 3000 شخص فرّوا من قريتي “شق النوم” و”الكردي”، ولجأوا إلى أطراف مدينة بارا.
بارا تحت النار.. والجيش يتحرك
من جهته، شنّ الجيش السوداني خلال الأسابيع الأخيرة عدة هجمات في محاولة لاستعادة السيطرة على مدينة بارا، ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي باتت تمثل نقطة مواجهة رئيسية في ولاية شمال كردفان. وتشهد المنطقة هدوءاً حذراً تخللته اشتباكات متقطعة، وسط تحشيد متواصل للطرفين.
الجدير بالذكر أن النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع دخل عامه الثالث، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، وانعدام الأمن، وانتشار المجاعة في مناطق واسعة من البلاد. ووفق الأمم المتحدة، فإن الحرب في السودان تسببت في مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، في ما يُعد “أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم حالياً”.
دعوات دولية لوقف العنف
تتوالى الدعوات الدولية لوقف الأعمال العدائية، واستئناف الحوار بين الأطراف السودانية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار الصراع. ومع ذلك، لا تزال المؤشرات على الأرض تُنذر بمزيد من التصعيد، في وقت يواجه فيه المدنيون ثمناً باهظاً لحرب لا يبدو أن نهايتها تلوح في الأفق القريب.