في تصعيد دموي جديد، أسفر القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ صباح الخميس، عن استشهاد 58 فلسطينيًا، بينهم 32 شخصًا كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في مواقع متفرقة من القطاع، وفق ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان.
تأتي هذه المجازر في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي صنفته جهات حقوقية دولية بأنه يرتقي إلى “إبادة جماعية”، في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الإنسانية داخل القطاع المحاصر.
الطائرات تستهدف المدنيين والملاجئ
شنت القوات الإسرائيلية هجمات مركزة استهدفت منازل سكنية، وخيامًا أقيمت لإيواء نازحين، إلى جانب تجمعات مدنية تنتظر المساعدات الغذائية. وكانت أحدث الغارات قد طالت تجمعًا للمدنيين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، حيث قتلت طائرة مسيّرة خمسة فلسطينيين وأصابت آخرين، في مشهد يعكس استمرار استهداف البنى التحتية الإنسانية.
شمال القطاع: نار الانتظار
في شمال غزة، وقعت واحدة من أكثر الهجمات دموية، حين فتحت القوات الإسرائيلية نيرانها على حشود من المواطنين كانوا ينتظرون المساعدات قرب محور “نتساريم”، ما أدى إلى استشهاد 13 شخصًا وإصابة نحو 200 آخرين.
وفي حادثة مماثلة، سقط خمسة شهداء قرب مدينة غزة أثناء وقوفهم في طابور للحصول على المساعدات، بينما أسفر قصف في منطقة بئر النعجة غرب جباليا عن مقتل اثنين آخرين.
كما استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية مجموعة من المدنيين في حي المقوسي، شمال غرب مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط أربعة شهداء وعدد من الجرحى.
وبالتزامن مع التصعيد العسكري، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات في مناطق مكتظة بالنازحين، تطالب بإخلاء مخيم حلاوة ومدرسته المجاورة الواقعة في منطقة الزرقا جنوب بلدة جباليا، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية بأنها تمهيد لمزيد من التصعيد.
رفح وخان يونس: دماء عند أبواب المساعدات
لم تكن جنوب ووسط غزة بمنأى عن المجازر، حيث شهدت مدينة خان يونس سلسلة غارات عنيفة، أسفرت عن استشهاد 15 شخصًا، بينهم نساء وأطفال. في رفح، تكررت المأساة عند مركز لتوزيع المساعدات، حين فتحت القوات الإسرائيلية نيرانها على المواطنين المتجمعين هناك، ما أدى إلى استشهاد 14 فلسطينيًا وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.
الهجمات التي تستهدف مراكز توزيع الإغاثة والملاجئ المؤقتة، بحسب مراقبين، تشكل نمطًا واضحًا في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، يثير قلقًا متزايدًا في أوساط المنظمات الدولية والإنسانية، خصوصًا مع استمرار انهيار شبكة الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء والماء.