في تحرك دبلوماسي يعكس قلقاً بالغاً من التطورات الإقليمية الأخيرة، وصفت مصر على لسان وزير خارجيتها بدر عبد العاطي الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه “تصعيد خطير يهدد السلم والأمن الإقليميين”، محذرة من تداعياته على استقرار الشرق الأوسط بأسره، وداعية إلى تكثيف الجهود الدولية لمنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من التوتر والفوضى.
دعوة للتهدئة ورفض للحلول العسكرية
أكد الوزير عبد العاطي في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، أن “لا مكان للحلول العسكرية في التعامل مع الأزمات الإقليمية”، مشدداً على أهمية تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية على أي خيار عسكري من شأنه أن يزيد الأوضاع تعقيداً.
وأضاف الوزير أن التصعيد العسكري الحالي “لن يخدم أي طرف”، بل سيدفع الجميع إلى “دوامة من العنف يصعب احتواؤها”، مجدداً التأكيد على موقف مصر الثابت في دعم الاستقرار والعمل على منع أي تصعيد إضافي.
اتصالات دبلوماسية مكثفة مع أوروبا
في هذا السياق، أجرى عبد العاطي اتصالين هاتفيين مع نظيريه الإيطالي أنطونيو تاياني والإسباني خوسيه مانويل ألباريس، ناقش خلالهما آخر التطورات في المنطقة، وعلى رأسها تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وبحسب بيان الخارجية، شدد الوزير المصري خلال الاتصالين على أهمية تنسيق الجهود لاحتواء التوتر، مؤكداً على أن “التصعيد العسكري يهدد الاستقرار الإقليمي ويتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي”.
وقد اتفقت مصر وإيطاليا وإسبانيا على ضرورة تكثيف العمل المشترك لدعم التهدئة، والدفع نحو مسارات سياسية ودبلوماسية تُفضي إلى وقف التصعيد، بما يضمن الحفاظ على أمن وسلامة شعوب المنطقة.
رفض لانتهاك السيادة وتحذير من اتساع دائرة الصراع
وشدد عبد العاطي على أن مصر ترفض بشكل قاطع أي انتهاك لسيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها، في إشارة واضحة إلى الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي الإيرانية.
وأكد الوزير على وجوب احترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن استمرار مثل هذه الاعتداءات من شأنه أن يوسع دائرة الصراع ويعرض المصالح الإقليمية والدولية للخطر.
قلق متزايد من انفجار إقليمي واسع
يأتي هذا الموقف المصري في ظل قلق دولي متصاعد من احتمال انفجار مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران، خاصة مع تصاعد وتيرة الضربات الجوية، والتوتر الذي يشمل أيضاً مناطق نفوذ إيرانية في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وتخشى دول المنطقة والمجتمع الدولي أن يؤدي هذا التصعيد إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وإلى إجهاض جهود التهدئة التي بُذلت على مدار الأشهر الماضية لخفض التوترات الإقليمية.
مصر على خط التهدئة
من خلال مواقفها وتحركاتها الدبلوماسية، تؤكد مصر مجدداً على دورها المحوري كقوة استقرار إقليمي، داعية إلى الوقوف صفاً واحداً خلف جهود التهدئة، وتفعيل الوسائل السياسية لتفادي أي مواجهة عسكرية شاملة قد تجر المنطقة إلى مستقبل مجهول.
وبينما تتصاعد الأزمة بين تل أبيب وطهران، تبقى العيون مفتوحة على ما ستسفر عنه المساعي الدبلوماسية الإقليمية والدولية، وما إذا كانت كفيلة بكبح جماح التصعيد، وإعادة الجميع إلى طاولة الحوار.