أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود التزام بلديهما بتعزيز التعاون العسكري والأمني، وذلك خلال مباحثات رسمية جرت في مدينة العلمين الساحلية شمال غرب مصر. وتأتي هذه المحادثات في سياق بروتوكول التعاون العسكري الذي وُقّع بين البلدين في أغسطس/آب 2024، والذي يمثل أحد أبرز أركان الشراكة الاستراتيجية الثنائية.
دعم للكوادر الصومالية وتأكيد على السيادة الوطنية
بحسب البيان الرئاسي المصري، شدّد الزعيمان على أهمية مواصلة التنسيق المشترك لبناء قدرات المؤسسات الأمنية الصومالية، وتطوير الكوادر الوطنية بما يمكّن الدولة من فرض سيطرتها الكاملة على أراضيها، ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي لا تزال تشكّل تهديدًا لأمن واستقرار البلاد والمنطقة بأسرها.
وقال الرئيس السيسي: “أكدنا التزامنا بمواصلة التنسيق العسكري والأمني في إطار الاتفاقية الثنائية، لدعم الأجهزة الوطنية الصومالية، بما يرسّخ دعائم الدولة ويوسّع قدرتها على بسط سيادتها بشكل كامل”.
دور مصري في بعثة الاستقرار الإفريقية
وتطرق الجانبان إلى الدور الذي تؤديه مصر من خلال مشاركتها العسكرية والشرطية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال (ATMIS)، وهي البعثة التي تهدف إلى دعم جهود الحكومة الصومالية في تعزيز الأمن وإرساء السلام.
وفي هذا السياق، اتفق الرئيسان على أهمية العمل مع الشركاء الدوليين لضمان توفير تمويل مستدام وقابل للتنبؤ للبعثة، ما يمكّنها من تنفيذ ولايتها بفعالية. وشدد البيان على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، خاصة في منطقة القرن الإفريقي التي تعاني من تحديات أمنية متفاقمة.
نحو شراكة استراتيجية شاملة
المباحثات لم تقتصر على الجوانب الأمنية، بل شملت أيضًا بحث سبل تعميق التعاون الثنائي في مجالات أخرى، مستندة إلى الإعلان السياسي المشترك الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي، والذي رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة.
وأشاد الرئيس السيسي خلال الاجتماع بجهود نظيره الصومالي في تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الاستقرار الداخلي، مؤكّدًا دعم مصر الكامل لتلك المساعي، ومثمّنًا توجه القيادة الصومالية نحو تعزيز وحدة الدولة ومؤسساتها.
مصر والقرن الإفريقي: ثوابت استراتيجية
تأتي هذه الزيارة ضمن تحرّك مصري أوسع لتعزيز دورها في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، والتي تمثل امتدادًا حيويًا للأمن القومي المصري، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة والتهديدات الأمنية العابرة للحدود.
وختم الرئيس المصري اللقاء بالتأكيد على “تطلع مصر إلى مواصلة التنسيق الوثيق مع الصومال، من أجل خدمة المصالح المشتركة، وتعزيز الأمن والاستقرار في الإقليم”.