يشهد مضيق هرمز، الممر المائي الاستراتيجي الذي تعبره ثلث شحنات النفط العالمية، حالة من التوتر غير المسبوق بسبب التصعيد العسكري والأمني المتزايد في المنطقة، ما أثار قلق الأطراف الدولية وأربك أسواق الطاقة والشحن العالمية.
تأهب دولي واسع النطاق
أصدرت عدة دول تحذيرات لسفنها التجارية بضرورة توخي أقصى درجات الحذر أثناء الإبحار بالقرب من المياه الإقليمية للمنطقة، ويتزامن ذلك مع سعي بعض القوى البحرية إلى تعزيز انتشارها العسكري، حرصًا على تأمين الملاحة وضمان سلامة ممرات التجارة الحيوية.
أعرب خبراء الاقتصاد والطاقة عن قلقهم من أن تؤدي التوترات المستمرة إلى أزمات محتملة في سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين. وأكدوا أن ذلك من شأنه إلقاء بظلاله على أسواق الطاقة العالمية لفترات طويلة إذا لم يتم نزع فتيل التصعيد قريبًا.
ردود أفعال شركات الشحن
في السياق ذاته، كشفت مصادر من شركات شحن عالمية أن بعض الناقلات قررت تعليق رحلاتها مؤقتًا، بينما لجأ آخرون إلى مسارات بديلة أكثر أمانًا وإن استغرق ذلك وقتًا وتكلفة إضافية. وأكد مديرو هذه الشركات أنهم على اتصال مستمر بالجهات المختصة لمتابعة تطورات الوضع على مدار الساعة.
بالتوازي، تسعى أطراف دبلوماسية إلى تهدئة الأوضاع من خلال اجتماعات طارئة وتبادل رسائل رسمية بين الدول المعنية، وسط ترقب إقليمي ودولي كبير.
ويتوقع مراقبون أن الأيام المقبلة ستشهد نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا بهدف الوصول إلى حل يمنع تفاقم الموقف ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
تقلبات حادة في أسعار النفط
في ظل استمرار حالة الترقب، يتوقع خبراء الطاقة تقلبًا ملحوظًا في أسعار النفط خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمالية تجاوز حاجز 100 دولار للبرميل إذا لم تظهر الأطراف المتنازعة مؤشرات على التهدئة قريبًا.
وتدعو الجهات الاقتصادية إلى مراقبة الوضع عن كثب استعدادًا لأي سيناريو محتمل.