كشفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الأحد إن أحد المسعفين العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة والذي فقد منذ أن نصبت القوات الإسرائيلية كمينًا لمجموعة من سيارات الإسعاف ومركبات إغاثة أخرى في أواخر مارس/آذار، هو رهن الاحتجاز لدى إسرائيل.
وفي نفس الهجوم، قتلت القوات الإسرائيلية 15 آخرين من عمال الإنقاذ والمساعدات ، ودفنت جثثهم في مقبرة جماعية، وسحقت سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء ومركبة للأمم المتحدة، وهي أفعال أثارت إدانة وتدقيقا دوليين.
وأفاد شهود عيان أن أسعد النصاصرة، البالغ من العمر 47 عامًا، المسعف الذي اختفى بعد هجوم 23 مارس/آذار، نجا، لكن جنود الاحتلال اعتقلوه واقتادوه . ولم يُعلن عن مكانه رسميًا حتى يوم الأحد، عندما أفاد الهلال الأحمر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغته باحتجازه لدى إسرائيل.
وقال الصليب الأحمر في بيان إنه تلقى معلومات تفيد بأن السيد النصاصرة محتجز “في مكان احتجاز إسرائيلي”.
وردًا على طلب التعليق، ردّ الجيش الإسرائيلي ببيان أصدره الأسبوع الماضي، مؤكدًا أنه لا يزال يحقق في الهجوم. وأكد أنه لن يُدلي بمزيد من التعليقات حتى انتهاء التحقيق.
قدّم الجيش الإسرائيلي تفسيراتٍ مُتغيّرة لسبب إطلاق جنوده النار على مركبات الطوارئ، إذ قال في البداية إنها كانت “تتقدم بشكلٍ مُريب” دون تشغيل أنوارها، إلى أن ظهر فيديو للهجوم يُناقض هذه الرواية. وفي البداية، قال إن تسعةً من القتلى كانوا عناصر من حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وهي جماعة مسلحة أخرى، قبل أن يُصرّح، دون تقديم أدلة، بمقتل ستة عناصر في الهجوم.
وذكرت أن السيد النصاصرة، الذي عمل في الهلال الأحمر لما يقرب من ستة عشر عامًا، متزوج ولديه ستة أطفال. وأضافت أنه من رفح، أقصى جنوب غزة، لكنه كان يعيش في خيمة مع عائلته بعد نزوحهم خلال الحرب.
كان السيد النصاصرة جزءًا من قافلة من طواقم الطوارئ التي أرسلها الهلال الأحمر والدفاع المدني في غزة، وهي خدمة إنقاذ أخرى، للبحث عن سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر اختفت في وقت سابق من صباح يوم 23 مارس. فتحت القوات الإسرائيلية النار على سيارة الإسعاف الأولى، مما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها واعتقال الثالث، منذر عابد، وفقًا لكل من الجيش الإسرائيلي والسيد عابد، الذي تم إطلاق سراحه لاحقًا.
وعندما وصل موكب الإنقاذ إلى مكان الحادث وخرج المسعفون لإلقاء نظرة على سيارة الإسعاف الأولى، بدأ الجنود الإسرائيليون في إطلاق النار مرة أخرى في وابل من الرصاص استمر لأكثر من ست دقائق، بحسب مقطع فيديو للهجوم ، تم اكتشافه على الهاتف المحمول لأحد المسعفين الذين قُتلوا، ونشرته صحيفة نيويورك تايمز وأصدره الهلال الأحمر في وقت لاحق.
عثر الجنود على السيد النصاصرة حيًا بعد إطلاق النار على الموكب، واحتجزوه مع السيد عابد، الناجي من سيارة الإسعاف الأولى، وفقًا لما قاله السيد عابد لصحيفة التايمز في مقابلة . وأكد شاهدان آخران احتُجزا مع المسعفين، وهما سعيد البردويل، وهو طبيب، وابنه محمد، البالغ من العمر 12 عامًا، والذي احتُجز أثناء توجههما إلى الشاطئ للصيد، رواية السيد عابد.
ويتذكر السيد عابد والدكتور البردويل أن السيد النصاصرة كان عارياً ومقيد اليدين ومعصوب العينين.
قال السيد عابد إن المسعفين تحدثا همسًا عن مصير زميليهما. وأضاف أن جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين احتجزوهما استجوبوهما لاحقًا، وسألوهما عن أسمائهما وأعمارهما وأرقام بطاقات هويتهما، وبدا أنهم يمسحون وجوههما بجهاز لم يتعرف عليه السيد عابد.
وفي مرحلة ما، يتذكر السيد عابد والدكتور البردويل، أن السيد النصاصرة تم نقله إلى مكان آخر ولم يعد لديهم أي اتصال معه.
في المجمل، قتلت القوات الإسرائيلية ثمانية من مسعفي الهلال الأحمر، وستة من مسعفي الدفاع المدني، وموظفًا في الأمم المتحدة صادف مروره في وقت لاحق من ذلك الصباح، وفقًا للهلال الأحمر والدفاع المدني. ولم يُعثر على جثثهم لأيام.