يُعرف فيتامين د بدوره الحيوي في صحة العظام، نظرًا لأهميته في استقلاب الكالسيوم. لكن المفاجئ أن هذا الفيتامين حيوي بنفس القدر للوظيفة الإنجابية والخصوبة والصحة الجنسية وقد يؤثر نقصه بشكل كبير على خصوبتك، سواء كنت رجلاً أو امرأة. فما هي العلاقة بين هذا الفيتامين الصغير والقدرة على الإنجاب، وكيف يمكن أن يُسبب نقصه مشكلات كبيرة؟
فيتامين د: مفتاح التوازن الهرموني والإنجابي
توجد مستقبلات فيتامين د في مواقع حيوية للغاية تتعلق بالخصوبة، بما في ذلك المبيضين، الخصيتين، والمشيمة. كما تتواجد هذه المستقبلات في مناطق رئيسية من الدماغ، مثل منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية، التي تُنظم الهرمونات التناسلية. لذا، يمكن أن يؤدي نقص فيتامين د إلى تعطيل التوازن الهرموني، مما يؤثر سلبًا على إنتاج البويضة والحيوانات المنوية، صحة الجنين، وحتى قدرة الرحم على دعم عملية الزرع بنجاح، وذلك وفقًا لما جاء بموقع “news18”.
تأثير النقص على النساء والرجال
نقص فيتامين د عند السيدات: يُعد نقص فيتامين د سائدًا بشكل خاص لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، حيث يرتبط بالدورات الشهرية غير المنتظمة والاختلالات الهرمونية. ومع ذلك، تظهر الدراسات أن مكملات فيتامين د يمكن أن تُحسن مقاومة الأنسولين، وتُنظم فترات الدورة الشهرية، وتدعم نضج البيض (البويضات)، وحتى تقلل من خطر الإجهاض. هذه النتائج تُقدم أملًا كبيرًا للعديد من النساء اللاتي يُعانين من مشاكل الخصوبة.
نقص فيتامين د عند الرجال: في الرجال، ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين د بانخفاض حركة الحيوانات المنوية، وهي عامل حاسم في الخصوبة. وقد ثبت أن المكملات الغذائية من فيتامين د، خاصة في كبار السن من الرجال، تُحسن كلًا من عدد الحيوانات المنوية وجودتها، مما يعزز فرص الإنجاب.
تأثير نقص فيتامين د للأمهات على صحة الأجيال القادمة
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن حالة فيتامين د للأمهات يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحة الأجيال القادمة. فقد أظهرت النتائج التي توصلت إليها مجموعة ولادة MAASTHI في بنغالورو أن 77.4% من النساء الحوامل كن يعانين من نقص في فيتامين د. كانت هؤلاء النساء أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل بثلاث مرات.
يرتبط نقص فيتامين د أثناء الحمل أيضًا بمضاعفات خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم لدى الأم، الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة. ليس هذا فحسب، بل قد يؤهب نقص الفيتامين لدى الأم الطفل لظروف صحية مدى الحياة مثل مرض السكري من النوع الأول أو الثاني، الربو، أو اضطرابات النمو العصبي مثل التوحد والفصام.
مع عدم كفاية مستويات فيتامين د التي يُعاني منها ما يقرب من 80% من البالغين على مستوى العالم، فإن الآثار المترتبة على الخصوبة والصحة بين الأجيال تُصبح كبيرة وذات أهمية قصوى. لذا، فإن الانتباه لمستويات فيتامين د والحفاظ عليها ضمن المعدلات الطبيعية ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة صحية تؤثر على حاضر ومستقبل الأفراد والأجيال القادمة. هل قمت بفحص مستويات فيتامين د لديك مؤخرًا؟
نقص فيتامين د: دليلك الشامل للعلاج والوقاية!
يُعد نقص فيتامين د مشكلة صحية عالمية واسعة الانتشار، تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. على الرغم من أن هذا الفيتامين يلعب دورًا حيويًا في صحة العظام والأسنان، إلا أن أهميته تتجاوز ذلك بكثير لتشمل دعم الجهاز المناعي، تنظيم المزاج، وحتى التأثير على الخصوبة. لحسن الحظ، يمكن علاج نقص فيتامين د بفعالية من خلال مجموعة من الإجراءات البسيطة والمُكملات الغذائية، تحت إشراف طبي.
ثلاثية العلاج: شمس، غذاء، ومكملات
يعتمد علاج نقص فيتامين د بشكل أساسي على ثلاثة محاور رئيسية تعمل بتكامل لرفع مستوياته في الجسم:
-
التعرض لأشعة الشمس: يُعد الجلد هو المصنع الأساسي لفيتامين د في الجسم عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية من النوع B (UVB). يُنصح بالتعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة 10-15 دقيقة يوميًا، خاصة في أوقات الذروة (بين الساعة 10 صباحًا و3 مساءً في الصيف، أو أوقات الظهيرة في الشتاء، مع مراعاة لون البشرة والموقع الجغرافي). يجب الحرص على كشف أجزاء كبيرة من الجلد مثل الذراعين والساقين، وتجنب وضع واقي الشمس خلال هذه الفترة القصيرة لزيادة الامتصاص، مع الحذر من التعرض المفرط لتجنب حروق الشمس.
-
المصادر الغذائية: على الرغم من أن عدد الأطعمة الغنية بفيتامين د ليس كبيرًا، إلا أن دمجها في النظام الغذائي يمكن أن يُساهم في رفع مستوياته. من أبرز هذه الأطعمة:
الأسماك الدهنية: مثل السلمون، التونة، الماكريل، والسردين.
زيت كبد الحوت: مصدر غني جدًا بفيتامين د.
صفار البيض.
الفطر: بعض أنواعه يمكن أن تنتج فيتامين د عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية.
الأطعمة المدعمة: مثل بعض أنواع الحليب، الزبادي، حبوب الإفطار، وعصير البرتقال التي تُضاف إليها فيتامين د.
المكملات الغذائية: تُعد المكملات هي الخيار الأكثر فعالية لعلاج النقص الشديد. يُفضل استخدام مكملات فيتامين د3 (كولي كالسيفيرول) لفاعليتها الأكبر في رفع مستويات الفيتامين في الجسم. تتوافر هذه المكملات بتركيزات مختلفة (مثل 1000 وحدة دولية، 5000 وحدة دولية، أو 50000 وحدة دولية)، ويجب تناولها دائمًا مع وجبة تحتوي على دهون لزيادة امتصاصها من الأمعاء.
