يترقب ملايين المسلمين في مصر والعالم العربي حلول عيد الأضحى المبارك 2025، أحد أعظم الشعائر الدينية، الذي يتزامن مع الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة. تُعرف هذه الأيام بفضلها العظيم ومكانتها الرفيعة في السنة النبوية الشريفة. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَىٰ اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟.. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه الترمذي.
الموعد الفلكي: غرة ذي الحجة ووقفة عرفة
وفقًا للحسابات الفلكية الصادرة عن المعهد القومي للبحوث الفلكية، من المتوقع أن تحل غرة شهر ذي الحجة 1446هـ يوم الأربعاء 28 مايو 2025. وبناءً عليه، يُتوقع أن تكون وقفة عرفة يوم الخميس 5 يونيو 2025، يليه أول أيام عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو 2025.
يُشار إلى أن هذه المواعيد تستند إلى الحسابات الفلكية، وقد تختلف بناءً على الرؤية الشرعية للهلال، التي تُحددها الجهات المختصة في كل دولة. دار الإفتاء المصرية، على سبيل المثال، من المنتظر أن تستطلع هلال ذي الحجة بعد صلاة المغرب يوم الثلاثاء المقبل 27 مايو 2025، الموافق 29 من شهر ذي القعدة، في ما يُعرف بـ«يوم الرؤية»، لإعلان موعد العشر الأوائل من ذي الحجة 2025، وموعد وقفة عرفة وعيد الأضحى المبارك رسميًا.
عبادات أساسية وأعمال صالحة
الصيام: يُستحب صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، وأعظمها أجرًا صيام يوم عرفة (اليوم التاسع)، الذي يكفر الله به ذنوب سنتين، سنة ماضية وسنة قادمة. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم هذه الأيام.
الذكر والتكبير والتهليل والتحميد: الإكثار من ذكر الله تعالى بجميع أنواعه، وخاصة التكبير المطلق الذي يبدأ من رؤية هلال ذي الحجة ويستمر حتى آخر أيام التشريق. قال تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28]. ويُستحب الإكثار من صيغ التكبير مثل: “الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.
قراءة القرآن: تلاوة القرآن الكريم والتدبر في آياته من أعظم القربات في هذه الأيام المباركة، حيث يضاعف الله الأجر لمن يقرأه ويتلوه.
الصدقة: الصدقة في هذه الأيام لها أجر عظيم ومضاعف. اغتنم الفرصة لتخصيص جزء من مالك للفقراء والمساكين والمحتاجين، فـ “ما نقص مال من صدقة”.
الحج والعمرة: لمن استطاع، فإن أداء فريضة الحج أو العمرة في هذه الأيام هو من أعظم الأعمال، فـ “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
سنن وأفعال مُستحبة
أداء الصلوات في أوقاتها والمحافظة على السنن الرواتب: الحرص على أداء الفرائض في وقتها، وزيادة النوافل مثل صلاة الضحى وقيام الليل، فإنها من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه.
الأضحية: تُعد الأضحية سنة مؤكدة لمن استطاع، وهي من أعظم شعائر عيد الأضحى المبارك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبّ إلى اللهِ من إهراقِ الدَّمِ».
التوبة النصوح والإكثار من الاستغفار: استغلال هذه الأيام الفضيلة للتوبة الصادقة من الذنوب والعودة إلى الله تعالى، والإكثار من الاستغفار وطلب المغفرة.
صلة الرحم وبر الوالدين: هذه الأيام فرصة عظيمة لتقوية الروابط الأسرية وزيارة الأقارب والأصدقاء، والتأكيد على بر الوالدين والإحسان إليهما.
الابتعاد عن المعاصي: لكي يبارك الله في هذه الأيام، يجب على المسلم أن يجتنب كل ما يغضب الله من قول أو فعل.
عدم الأخذ من الشعر والأظافر: لمن ينوي الأضحية، يُسن له عدم أخذ شيء من شعره أو أظافره من بداية ذي الحجة حتى يذبح أضحيته، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
لبس الثياب الحسنة يوم العيد: يُستحب للمسلم أن يتجمل بأحسن الثياب ويتطيب يوم العيد، تعظيمًا لشعائر الله.
إن العشر الأوائل من ذي الحجة هي فرصة ذهبية لا تعوض، يجب على كل مسلم استغلالها بالجد والاجتهاد في العبادة والطاعات، ليعود عليه ذلك بالخير والبركة في الدنيا والآخرة.