جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، موقف مصر الثابت والرافض لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تناول الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وعلى رأسها ما يجري في قطاع غزة.
دعم دولي لوقف إطلاق النار
أكد الرئيس السيسي خلال المكالمة أن مصر تبذل جهودًا متواصلة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، مع تسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، الذي يعاني من كارثة إنسانية متفاقمة.
شدد البيان الصادر عن الرئاسة المصرية على أن القاهرة ترفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين تحت أي ظرف، معتبرة ذلك خطًا أحمر. وأكد السيسي ضرورة إيجاد حل عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
دعوة لتجسيد الدعم العربي والإسلامي
وأشار الرئيس المصري إلى أهمية تفعيل الخطة العربية الإسلامية لإعمار غزة، مطالبًا المجتمع الدولي بترجمة هذا الدعم إلى خطوات عملية وفورية بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بما يساهم في تخفيف معاناة سكان القطاع ويعيد إعمار ما دمرته الحرب.
وتعد مصر من أبرز الدول الداعمة للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية، حيث لم تتوانَ عن تقديم الدعم السياسي، الاقتصادي، والإنساني للشعب الفلسطيني، ومناصرة حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما تلعب مصر دوراً محورياً في جهود التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب مساهمتها الكبيرة في إعادة إعمار قطاع غزة.
الدعم السياسي والدبلوماسي
تؤكد مصر دوماً في المحافل الدولية والعربية على موقفها الثابت والداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما تعمل مصر بشكل دائم عبر وزارة الخارجية على حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وقد لعبت دوراً أساسياً في دعم صمود الفلسطينيين داخل مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.
وبذلت مصر جهوداً كبيرة لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية، لا سيما بين حركتي “فتح” و”حماس”، من أجل توحيد الصف الفلسطيني وتحقيق وحدة الموقف السياسي.
المساعدات الإنسانية والطبية
سارعت مصر في كل عدوان إسرائيلي على قطاع غزة إلى فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الطبية والغذائية والفرق الإغاثية، كما أرسلت عشرات القوافل من الهلال الأحمر المصري لدعم المدنيين الفلسطينيين.
وفي عام 2021، أعلنت مصر تخصيص 500 مليون دولار كمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي، وشملت المبادرة تنفيذ مشاريع سكنية وبنية تحتية بالتعاون مع الشركات المصرية.
كما شاركت شركات مصرية في تنفيذ مشروعات إعادة إعمار داخل القطاع، منها بناء الوحدات السكنية، إصلاح شبكات الطرق، ومرافق المياه والكهرباء، في إطار التنسيق الكامل مع السلطات الفلسطينية.
التحرك في المحافل الدولية والعربية
دعت مصر في كل القمم العربية إلى ضرورة دعم القضية الفلسطينية ومواجهة السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس المحتلة، كما تحرص على التواصل مع الدول المؤثرة في المجتمع الدولي، كأمريكا، وروسيا، ودول الاتحاد الأوروبي، لحثها على إعادة إحياء عملية السلام وممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
وتساهم مصر أيضاً من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية والتعليمية في تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وفضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وتواصل مصر القيام بدورها الريادي تجاه القضية الفلسطينية انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية والقومية، ساعيةً إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وفق حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.