في تصعيد جديد يفتح جبهة نارية غير تقليدية، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، اعتراض صاروخ ثانٍ أُطلق من اليمن خلال ثلاث ساعات فقط، ما يعكس تطوراً لافتاً في المواجهة بين جماعة “أنصار الله” الحوثية وإسرائيل. هذه الهجمات تأتي في سياق دعم حوثي علني لغزة، وفي وقت حساس يواجه فيه الاحتلال تحديات على أكثر من جبهة.
ثلاث ساعات: صاروخان وإنذار واحد كبير
أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بتفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة، بعد رصد صاروخين أُطلقا من اليمن بفارق زمني لا يتجاوز الثلاث ساعات. ويعد هذا الهجوم هو الخامس من نوعه في أقل من أسبوع، ما ينذر بتحول الجبهة اليمنية إلى مصدر تهديد مباشر وعالي الوتيرة.
أعلنت جماعة “أنصار الله” أن أحد الصواريخ استهدف مطار بن غوريون الدولي، ما أدى إلى حالة من الهلع داخل المطار وتعليق عدد من شركات الطيران الأجنبية لرحلاتها من وإلى إسرائيل، وقد باتت تل أبيب ترى في الحوثيين تهديداً متزايداً لا يمكن تجاهله.
رد إسرائيلي عنيف.. ولكن محدود الأثر
في رد فعل سريع، شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفة مطارها الرئيسي، ما أسفر عن وقوع قتلى مدنيين وأضرار بالبنية التحتية. إلا أن هذه الضربات لم توقف الهجمات الحوثية، التي استمرت مستهدفة العمق الإسرائيلي والسفن المرتبطة به في البحر الأحمر.
الحوثيون: الدعم لغزة لا مساومة عليه
صرحت جماعة أنصار الله أن هجماتها ستتواصل حتى يتوقف ما وصفته بـ”حرب الإبادة” على قطاع غزة، والتي يقودها الجيش الإسرائيلي بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر 2023. وترى الجماعة أن استهداف إسرائيل يمثل امتداداً لمحور المقاومة، ودعماً مباشراً للفلسطينيين.
يرى الخبراء أن دخول اليمن على خط المواجهة مع إسرائيل يعقد المشهد الإقليمي. يقول الخبير العسكري د. فادي النحاس: “لأول مرة، تواجه إسرائيل تهديدات صاروخية من جهة تبعد آلاف الكيلومترات، وهو ما يكشف هشاشة الدفاعات الجوية عندما يكون مصدر الخطر خارج دائرة المواجهة التقليدية.”
أما الباحث في الشؤون الإقليمية توفيق العسيري، فيؤكد أن “الحوثيين أثبتوا أنهم جزء من محور إقليمي له أهداف تتجاوز اليمن، وقد أصبحوا لاعبين إقليميين يمتلكون قدرات صاروخية وبحرية تؤهلهم لفرض معادلات جديدة”.
من صنعاء إلى تل أبيب.. حرب بلا حدود
يبدو أن جغرافيا الحرب قد تمددت، وفتح الحوثيون جبهة جديدة لإسرائيل، قد لا تكون الأعنف، ولكنها الأكثر إرباكاً من حيث الحسابات الأمنية والسياسية. وبينما تواصل إسرائيل هجومها على غزة.