قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “التهديد الإيراني بات يتجاوز في خطورته أقسى ما واجهته إسرائيل من تهديدات قومية في السابق”، مشبّهًا المشروع الإيراني بـ”مخطط إبادة متعدد المسارات”، ومعتبراً أن مواجهة هذا التهديد ضرورة وجودية لا تحتمل التأجيل.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال لقائه أعضاء “منتدى هيئة الأركان العامة” في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، اليوم الاثنين، بحضور وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، حيث توجه بالشكر إلى القيادة العسكرية على “الدقة والكفاءة” في تنفيذ العمليات المرتبطة بالحرب مع إيران.
“تهديد يفوق مرحلة الشتات”
وفي كلمة مطوّلة أمام القيادات الأمنية، قال نتنياهو إن الشعب اليهودي “فقد قدرته على الدفاع عن نفسه خلال سنوات الشتات، ما جعله عرضة للنفي والمذابح، أبرزها المحرقة”، لكن تأسيس الدولة الإسرائيلية، حسب تعبيره، “غيّر المعادلة وأعاد لليهود القدرة على الردع والدفاع”.
وأضاف: “اليوم، إيران تشكل تهديدًا يتجاوز حتى الخطر الذي واجهناه من العالم العربي في ذروته”، مشيرًا إلى أن “المشروع الإيراني لا يهدف فقط إلى تدمير إسرائيل، بل يعتبرها العقبة الأساسية أمام طموحاته للسيطرة على المنطقة”.
“ثلاثة مسارات للإبادة”
وأشار نتنياهو إلى أن طهران لا تكتفي بالمسار النووي، بل تدير “ثلاثة مسارات متوازية للإبادة”، كما وصفها، تتمثل في:
-
الخنق الإقليمي عبر أذرعها المسلحة في الدول المجاورة
-
التهديد الصاروخي المكثف ضد إسرائيل
-
البرنامج النووي العسكري المباشر
واعتبر أن “الجمع بين سلاح نووي ونظام ديني متشدد هو أخطر ما يواجه البشرية”، في إشارة إلى النظام الإيراني، مضيفًا: “إذا لم نستأصل هذين الورمين، النووي والصاروخي، فإسرائيل في خطر وجودي… كأننا أمام جسد مصاب بالسرطان، إما أن نعالجه أو نهلك”.
تنويه بالعمليات وتلميح لتباين المواقف
وفي إشارة إلى العمليات الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد إيران، قال نتنياهو: “ما تحقق ما كان ليحدث لولا التنسيق الكامل بين القيادة السياسية والعسكرية”، لافتًا إلى أن “القرار اتُّخذ بالإجماع، وأثبتت القوات قدرتها على التنفيذ وتحقيق نتائج مؤثرة”.
لكنه لم يخفِ أن للحرب تبعات داخلية، مشيرًا إلى “تأثيرات بدأت تظهر على الاقتصاد الإسرائيلي، وسيكون علينا التعامل معها”.
وعند سؤاله عن الموقف الأميركي من العمليات الإسرائيلية، أجاب: “نحن سنبذل كل جهد لتأمين دعم الولايات المتحدة، لكنه ليس شرطًا مسبقًا للمضي قدمًا. ما أنجزناه حتى الآن سيُذكر في تاريخ شعبنا، وربما في تاريخ جيوش العالم”.
رسائل إلى الداخل والخارج
تصريحات نتنياهو تأتي في سياق تصاعد التوترات الإقليمية مع إيران، وبعد أسابيع من تنفيذ عمليات عسكرية إسرائيلية وصفت بأنها الأوسع نطاقًا منذ عقود. ويرى مراقبون أن خطابه يحمل رسائل مزدوجة: طمأنة للداخل الإسرائيلي الذي يعيش حالة استنزاف أمني واقتصادي، ورسائل ردع موجهة إلى طهران وحلفائها الإقليميين.
ويرجّح أن تتواصل الحملة السياسية والعسكرية ضد ما تعتبره إسرائيل “الخطر الإيراني”، بينما تستمر المساعي الدولية للحد من التصعيد المتبادل في المنطقة.