أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعاً بتصريحه الذي طالب فيه بالسماح للسفن الأمريكية، سواء العسكرية أو التجارية، بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما. وأكد ترامب أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق هذا المطلب، معتبراً أن الولايات المتحدة هي صاحبة الفضل في إنشاء هاتين القناتين.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال”: “يجب السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية على السواء، بالمرور بحرية عبر قناتي بنما والسويس. هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية”. ويأتي هذا التصريح في سياق تأكيد ترامب المتكرر على رغبته في استعادة السيطرة على قناة بنما، وهو ما سبق أن أثار أزمة دبلوماسية واسعة.
قناة بنما: ممر استراتيجي وتاريخ أمريكي
تعد قناة بنما ممرًا عالميًا هامًا يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، ويمر عبرها حوالي 40% من حركة الحاويات الأمريكية سنويًا. وقد أتمت الولايات المتحدة بناء القناة في أوائل القرن العشرين، لكنها منحت السيطرة عليها لبنما في عام 1999.
قناة السويس: شريان التجارة العالمية ومصدر دخل مصري
تعتبر قناة السويس أهم ممر مائي في العالم، حيث يمر عبرها 12% من التجارة العالمية و22% من تجارة الحاويات. وتعد القناة مصدرًا رئيسيًا للنقد الأجنبي لمصر، وقد واجهت في الفترة الأخيرة تحديات عدة، من بينها انخفاض حركة المرور وخسائر اقتصادية كبيرة.
ويثير تصريح ترامب تساؤلات حول الأسس القانونية التي يستند إليها في مطالبته بهذا الأمر. كما يثير مخاوف من تأثير هذا التصريح على العلاقات الأمريكية مع مصر وبنما، وعلى حركة التجارة العالمية. ومن المتوقع أن يثير هذا التصريح جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والاقتصادية والقانونية.
مخاوف مصرية من تأثير الرسوم الجمركية على حركة الملاحة
أعرب رئيس هيئة قناة السويس مؤخرًا عن مخاوفه من أن تؤثر رسوم ترامب الجمركية على حركة التجارة العالمية وحجم السفن المارة في القناة، خاصة فيما يتعلق بحركة البضائع الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تعتبر الصين شريكًا تجاريًا رئيسيًا لكلا الجانبين.