في قضية هزت الرأي العام المصري وتصدرت محركات البحث، لم يعد هناك صوت يعلو فوق “بلاغ سرقة القرن”، الذي حررته الدكتورة نوال الدجوي، رئيس جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، بقسم الشرطة بشأن سرقة محتويات خزائن فيلتها داخل كمبوند بمدينة السادس من أكتوبر.
رائدة التعليم الخاص في مصر كشفت أن الواقعة ليست حديثة، وتعود إلى شهور مضت، لكنها لم تبلغ الشرطة حينها، مكتفية باكتشافها تغيير الرقم السري للخزينة الحديدية. لكن هذه المرة، انقلبت الموازين.
خلافات عائلية واتهامات مباشرة:
سيدة الأعمال المعروفة أقرت بوجود خلافات بينها وبين بعض أفراد عائلتها، وخاصة حفيدها، مؤكدة أنها سبق واتهمته في محاضر سابقة بشأن أموال مالية. وأشارت الدجوي إلى أن الخلافات تفاقمت بعد رحيل ابنتها، نافية أن تكون المبالغ المسروقة ملكًا لها بمفردها، بل “دي فلوس العيلة.. فلوس ميراث”.
اللواء محمد الشرقاوي، مدير مباحث الجيزة، وجه فريق البحث بتكثيف التحريات وفحص علاقة الدجوي بأفراد عائلتها للوقوف على طبيعة هذه العلاقات والتأكد من سرقة المبالغ من عدمه.
شقى العمر وإرث الأجداد.. تفاصيل صادمة من قلب الفيلا!
“كنت رايحة أجيب ملف.. الخزنة مفتحتش” هكذا بدأت الدكتورة نوال الدجوي، رئيس الجامعة الخاصة الشهيرة بأكتوبر، روايتها للواقعة، كاشفة عن اكتشافها سرقة “شقى العمر” وإرث الأجداد من فيلتها داخل الكمبوند الراقي.
وروت الدجوي لرئيس مباحث قطاع أكتوبر اللحظات الأولى لاكتشاف سرقة ملايين الجنيهات والدولارات، بالإضافة إلى مشغولات ذهبية تتخطى 10 كيلوجرامات.
وفق المحضر الذي حررته سيدة المجتمع المعروفة بقسم الشرطة، فإنها قطعت مشوارًا من مسكنها بوسط العاصمة إلى الكمبوند للحصول على أوراق مهمة من الفيلا.
لكن تلك الرحلة العادية تحولت إلى مفاجأة غير سارة. اكتشفت الدجوي، التي يلقبها البعض بـ”المرأة الحديدية”، كسر باب غرفة نومها. ورغم ذلك، توجهت لتطمئن على “كنز علي بابا” الذي يضم ملايين الجنيهات والدولارات والمشغولات الذهبية داخل 3 خزائن حديثة، وهي حصيلة إرث الأجداد، بحسب أقوالها.
الصدمة الكبرى كانت عندما وضعت كلمة المرور “الباسورد” الخاصة بالخزينة دون استجابة، فالخزنة مغلقة والرقم غير صحيح. هذه الطامة دفعتها لعدم التردد في إبلاغ الشرطة، التي حضرت على الفور.
واتهمت الدجوي شخصًا محددًا بالوقوف وراء السرقة بسبب خلافات سابقة، مشيرة إلى أن “ماحدش يجرؤ يدخل هنا ولا يقدر يفتح الخزنة إلا بمفتاحها”، في إشارة واضحة إلى أن الجاني ليس غريبًا، بل شخص على دراية تامة بمحتويات الفيلا والخزائن.
أقوال نوال الدجوي عن وجود خلافات عائلية بشأن الميراث – الذي سبق تقسيمه قبل عام ونصف – دفعت المباحث للعمل على فرضية دخول أحد أقاربها وارتكاب السرقة.
وعلى الفور، راجع ضباط مباحث القطاع كاميرات المراقبة لتحديد هوية الجاني، وفحصوا المترددين على الفيلا، مع حصر كامل للمسروقات. وشكل اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فريق بحث بالاشتراك مع قطاع الأمن العام لكشف ملابسات الواقعة وتحديد وضبط الجاني.
وهناك سيناريوهات عدة يدرسها رجال المباحث:
السيناريو الأول: السرقة من قبل أحد أفراد العائلة على خلفية الخلافات.
السيناريو الثاني: قيام شخص غريب بعملية سرقة منظمة.
السيناريو الثالث الصادم: السيدة العجوزة ربما سبق وغيرت كلمة المرور لكنها لم تعد تتذكرها.
السيناريو الرابع: شخص ما قد غيّر كلمة المرور باستخدام تقنيات حديثة.
تتواصل التحقيقات الجنائية بمديرية أمن الجيزة، تحت إشراف مفتش قطاع الأمن، وبمتابعة لحظة بلحظة من مكتب وزير الداخلية، في انتظار ما ستسفر عنه هذه القضية التي شغلت الرأي العام.
من هي نوال الدجوي؟
نوال الدجوي هي رائدة أعمال ومربية مصرية، وتُعرف بأنها من الشخصيات البارزة في تطوير التعليم الخاص في مصر.
تأسست على يدها مدارس “دار التربية” الشهيرة في القاهرة، وهي أيضًا رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، التي تُعد من أوائل الجامعات الخاصة التي تم تأسيسها في مصر في عام 1996. هذه الجامعة عقدت شراكات مع جامعات بريطانية مثل جامعة جرينتش وجامعة بيدفوردشير، مما يتيح لطلابها الحصول على شهادات معتمدة دوليًا.
حصلت نوال الدجوي على الدكتوراه الفخرية من جامعة جرينتش بالمملكة المتحدة عام 2006، تقديرًا لدورها في تطوير التعليم المصري، كما تم تكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2019 كواحدة من النماذج النسائية المشرفة في مصر.
نوال الدجوي، التي يبلغ عمرها حاليًا ما يقرب من 90 عامًا، عُرفت بطموحها وإصرارها في مجال التعليم، وبدأت مسيرتها في سن 21 عامًا عندما أسست أول مدرسة لغات مصرية خاصة في عام 1958. تؤمن نوال بأهمية التعليم في بناء المجتمعات، وتعتبر الفن وسيلة للتغلب على المرض والوحدة في حياتها الشخصية.