في اليوم الحادي عشر من المواجهات المتصاعدة بين تل أبيب وطهران، أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين 23 يونيو 2025، تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت ستة مطارات إيرانية مختلفة، إلى جانب ضرب أهداف عسكرية حساسة غرب ووسط إيران.
جاء ذلك بالتزامن مع تقارير ميدانية تتحدث عن مقتل عشرة من عناصر الحرس الثوري الإيراني، وإسقاط أربع مسيرات فوق مناطق عدة من البلاد.
أهداف حيوية تحت القصف
بحسب البيان العسكري الإسرائيلي، فقد تم استهداف بنى تحتية عسكرية ومخازن صواريخ ومواقع إنذار مبكر، إضافة إلى مراكز تصنيع المحركات والمعدات العسكرية في كرمنشاه وهمدان.
كما شهدت مدينة تبريز تصاعد أعمدة الدخان بعد تعرضها لغارات، إلى جانب ضربات استهدفت موقع «بارشين» العسكري جنوب شرق طهران.
في المقابل، أكدت وسائل إعلام إيرانية إسقاط أربع مسيرات غرب البلاد، من بينها مسيرة أُسقطت فوق محافظة «مركزي» حيث توجد منشأة «آراك» النووية، وأعلن الحرس الثوري الإيراني سقوط عشرة عناصر من صفوفه خلال الضربات، مؤكدًا أن الرد على الهجمات لن يتأخر.
إيران تتوعد بالتصعيد
من جانبها، توعّدت القيادة الإيرانية بأن أية هجمات أخرى لن تبقى بلا ردّ، وأكدت استعدادها لمواجهة طويلة إذا اقتضى الأمر ذلك.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإيراني إلى أن منظومات الدفاع الجوي تعمل بأقصى طاقتها لمنع تسلل أية أهداف إسرائيلية أخرى إلى أجواء البلاد.
إسرائيل تؤكد استمرار العمليات
في السياق ذاته، شدّدت تل أبيب على أن عملياتها العسكرية «ستستمر حتى تحقيق أهدافها المعلنة»، وأكدت أن الضربات طالت منصات إطلاق صواريخ وأجهزة رادار ومصانع لإنتاج المحركات، بهدف تقويض قدرات إيران على شن هجمات مضادة.
أعربت عدة دول من بينها روسيا والصين وفرنسا عن قلقها من تصاعد المواجهة، داعية إلى ضبط النفس والحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة لها آثار مدمرة على الأمن الإقليمي والعالمي.
أسواق الطاقة على صفيح ساخن
تزامنًا مع التصعيد، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا بسبب مخاوف المستثمرين من تأثير التوترات على ممرات الملاحة وإمدادات الطاقة من منطقة الخليج، ما يزيد من الضغوط على الاقتصاد الدولي.
في إسرائيل، أظهرت استطلاعات الرأي ارتفاعًا نسبيًا في الدعم الشعبي للعمليات العسكرية، وإن كان ذلك مصحوبًا بتحذيرات من منظمات سلام إسرائيلية دعت إلى التفكير ببدائل دبلوماسية أكثر فاعلية، وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى نزاع طويل.
تداعيات التصعيد على الداخل الإيراني
أما داخل إيران، فقد دعت وسائل الإعلام الرسمية إلى الالتفاف حول القيادة ومؤازرة القوات المسلحة. وأكد خبراء أمنيون أن مقتل عناصر من الحرس الثوري سيفرض على صناع القرار الإيرانيين الرد بشكل أقوى لامتصاص الغضب الشعبي وتعزيز الجبهة الداخلية.
في خضم التصعيد، تتكثف الاتصالات الدبلوماسية الدولية والإقليمية لاحتواء الموقف، حيث أجرى مبعوثو الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سلسلة من المحادثات مع مسؤولين من الجانبين، آملين التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار يتيح بدء حوار عاجل يمنع انزلاق الوضع إلى حرب واسعة النطاق.