أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، صباح اليوم السبت، عن إصابة مواطن بجروح إثر غارة نفذتها طائرة مسيّرة تابعة لإسرائيل على منطقة شبعا الحدودية جنوب البلاد، في حين أُفيد عن مقتل شخص في غارة ثانية استهدفت بلدة بنت جبيل، إحدى أبرز معاقل «حزب الله» في الجنوب اللبناني.
وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن «غارة بمسيّرة للعدو الإسرائيلي أدّت إلى إصابة مواطن بجروح في شبعا»، مشيراً إلى أن الفرق الطبية استجابت للحادث بسرعة ونقلت المصاب إلى مستشفى مرجعي لتلقي العلاج.
تصعيد ميداني رغم الوساطات الدولية
تأتي هذه التطورات في ظل حالة من التوتر الأمني المتصاعد بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، حيث تُعد هذه الغارات استمراراً لسلسلة من الاشتباكات والغارات المتبادلة عبر الحدود منذ اندلاع الحرب في غزة، والتي امتد تأثيرها إلى الجبهة الشمالية لإسرائيل.
ورغم محاولات وساطة تقودها قوى إقليمية ودولية لمنع اتساع رقعة المواجهة، فإن العمليات العسكرية لم تتوقف، مما يزيد من المخاوف لدى سكان الجنوب اللبناني من تكرار سيناريوهات الحروب السابقة.
بنت جبيل من جديد تحت النار
تُعد مدينة بنت جبيل من أكثر المدن اللبنانية التي شهدت مواجهات دامية خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006. واليوم، تعود إلى واجهة الأحداث بعد الإعلان عن مقتل شخص في غارة استهدفت منزلاً وسط المدينة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية محلية.
وذكرت المصادر أن الضربة الجوية كانت «مركزة»، واستهدفت مكاناً يُشتبه باستخدامه من قبل عناصر «حزب الله»، دون أن تُحدد هوية القتيل أو ما إذا كان مدنياً أو ينتمي إلى الحزب.
إسرائيل تواصل سياسة «الضربات الوقائية»
من جهتها، لم تُصدر إسرائيل تعليقاً رسمياً بشأن الغارتين الأخيرتين، لكنها تواصل تبني سياسة «الضربات الوقائية» في الجنوب اللبناني، حيث تعلن بشكل متكرر استهداف مواقع تزعم أنها تُستخدم لإطلاق الصواريخ أو لتخزين الأسلحة.
وتقول إسرائيل إن عملياتها تهدف إلى «منع أي تهديد أمني على حدودها الشمالية»، بينما يرد «حزب الله» بإطلاق رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات الجليل الأعلى.
أهالي الجنوب: “نعيش في ظل الرعب اليومي”
على الأرض، يعيش أهالي الجنوب اللبناني، وخاصة في مناطق مثل مارون الراس وبنت جبيل وعيتا الشعب، تحت وطأة الخوف اليومي. القرى شبه خالية، والمدارس مغلقة، والمحال التجارية لا تفتح أبوابها إلا لساعات قليلة.
ويقول علي، أحد سكان بلدة الخيام: «السماء لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً. لا نعلم متى تهطل علينا الصواريخ أو متى تدوي الغارات. نحن نعيش حالة حرب غير معلنة».
نداءات لبنانية لتدخل المجتمع الدولي
على خلفية التصعيد، دعت الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف «العدوان الإسرائيلي المتكرر»، محذرة من أن استمرار الانتهاكات الجوية والبرية قد يؤدي إلى جرّ المنطقة إلى حرب شاملة.
كما دعت وزارة الخارجية اللبنانية مجلس الأمن إلى «تحمّل مسؤولياته تجاه خروقات القرار 1701»، الذي أنهى حرب عام 2006، ويقضي بوقف الأعمال القتالية وسحب القوات المسلحة من جنوب الليطاني، باستثناء الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل».
هل ينزلق الجنوب نحو حرب جديدة؟
التساؤل الذي بات يتردد في الشارع اللبناني وعلى لسان المحللين هو: هل نحن أمام مواجهة جديدة شاملة على الجبهة اللبنانية؟.. بين مؤشرات التصعيد الميداني، وتبادل الرسائل النارية، وغياب أفق سياسي لحل النزاع، تبدو الاحتمالات مفتوحة على كل السيناريوهات، في انتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة على خط الجنوب اللبناني ـ الإسرائيلي.