في أحدث تطور أمني يُضاف إلى سلسلة الهجمات بالطائرات المُسيّرة في شمال العراق، أعلنت قوات البيشمركة الكردية، إسقاط طائرتين مُسيّرتين في محافظة السليمانية التابعة لإقليم كردستان، دون أن تسفر الواقعتان عن خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة.
وأوضح المتحدث باسم الوحدة 70 في قوات البيشمركة، أحمد لطيف، في تصريحات لشبكة “رووداو” الكردية، أن إحدى الطائرتين سقطت في منطقة طاسلوجة، فيما سقطت الأخرى قرب مقر الوحدة 70 من دون أن تنفجر.
توقيت مثير للتساؤلات.. وتصعيد متزامن في مناطق أخرى
تأتي هذه الحوادث بعد أقل من 24 ساعة على تصعيد أمني خطير، حيث شهد مطار كركوك الدولي سقوط ثلاثة مقذوفات استهدفت الجانبين العسكري والمدني من المطار، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.
كما شهدت مصفاة بيجي النفطية هجومًا واسع النطاق بأكثر من عشر طائرات مسيّرة مفخخة، في تصعيد يُعيد للأذهان تكتيكات الهجمات المعقدة التي تتبعها جماعات مسلحة مجهولة.
من يقف وراء الهجمات؟.. تساؤلات بدون إجابة
حتى اللحظة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إسقاط الطائرتين أو عن الهجمات في كركوك وبيجي، مما يفتح الباب أمام عدة احتمالات، من بينها نشاط جماعات مسلحة موالية لإيران، أو تنظيمات متطرفة تسعى لزعزعة استقرار مناطق كردستان وشمال العراق.
ويرى مراقبون أن توقيت هذه الهجمات، واتساع نطاقها الجغرافي، يشير إلى تنسيق مسبق ومحاولة لإرسال رسالة أمنية واضحة للقوات العراقية والتحالف الدولي.
البيشمركة ترفع جاهزيتها
في ظل هذه التطورات، أفادت مصادر محلية بأن قوات البيشمركة رفعت حالة التأهب في محيط مقارها العسكرية ومنشآتها الحيوية في السليمانية، مع تشديد إجراءات المراقبة والرصد الجوي، تحسبًا لأي محاولات تسلل إضافية من الطائرات المسيّرة.
وتعليقًا على الحادث، أكد مصدر أمني في حكومة الإقليم أن “الجهات المختصة بدأت تحقيقًا فوريًا لمعرفة مصدر الطائرتين ومسار تحليقهما، وما إذا كانتا تحملان شحنة متفجرة أو كانت مهمتهما استطلاعية”.
نمط متكرر من الهجمات.. والهدف واحد؟
تعكس الحوادث الأخيرة نمطًا متصاعدًا من استخدام الطائرات المُسيّرة في الهجمات ضد البنية التحتية والمواقع العسكرية شمال العراق، وخاصة في مناطق كركوك وصلاح الدين وأربيل.
وبينما كانت هذه الهجمات سابقًا محدودة النطاق وتستهدف القوات الأجنبية، فإنها باتت الآن تتجه بشكل واضح نحو منشآت محلية حساسة، في تطور استراتيجي يُثير القلق.
مخاوف من موجة جديدة من “حرب المُسيّرات”
يشير مراقبون إلى أن العراق قد يكون دخل في مرحلة جديدة من التهديدات الأمنية غير التقليدية، تُستخدم فيها الطائرات المسيّرة كأدوات للهجوم والردع وحتى رسائل سياسية.
ويرى المحلل العسكري الكردي دلشاد كريم أن “هناك تصعيدًا تدريجيًا يتم باستخدام المُسيّرات، وهو ما يتطلب نقلة نوعية في وسائل الدفاع والرصد الجوي سواء في الإقليم أو على مستوى الحكومة الاتحادية”.
هل هناك ارتباط بين هجوم السليمانية وهجمات كركوك وبيجي؟
رغم عدم وجود إعلان رسمي عن وجود ترابط مباشر بين الهجمات الثلاث، إلا أن توقيتها المتقارب وطبيعتها اللافتة والمركزة، يجعل من الصعب تجاهل احتمالية وجود جهة واحدة تقف وراء العمليات أو تنسّق بينها.
وقد أشارت تقارير استخباراتية سابقة إلى وجود خلايا نائمة تعمل على تطوير قدرات الطائرات المسيّرة محليًا، وتعمل ضمن أجندات إقليمية متعددة.