أعلنت وسائل إعلام إيرانية، أنّ أجهزة استخبارات «الحرس الثوري» اعتقلت 26 شخصًا على الأقلّ في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، بتهمة التعاون مع إسرائيل.
تأتي هذه الاعتقالات بعد يومين من التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين طهران وتل أبيب، عقب 12 يوماً من القتال.
الاعتقالات واتهامات بالتخريب
وكالة أنباء «فارس» نقلت عن بيان أمني أنّ المعتقلين «عملوا كوكلاء للكيان الصهيوني أو تورّطوا بدون علم»، وأنّ بعضهم أقرّ بتنفيذ «أعمال تخريب وإثارة اضطرابات» داخل البلاد.
في السياق ذاته، أكد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجائي أن التحقيقات والمحاكمات الخاصة بهذه القضايا ستُسرّع، لافتًا إلى أهمية التصدي لمن سماهم «الطابور الخامس» الذين يدعمون إسرائيل.
توترات مستمرة رغم وقف النار
جاءت الاعتقالات بعد إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أنّ قواته نفّذت «عمليات خاصة داخل إيران» خلال المواجهات الأخيرة، ما يعمّق مناخ التوتر الأمني بين البلدين رغم إعلان الهدنة.
وتعدّ محافظة خوزستان، الحدودية مع العراق وأكبر منتج للنفط الإيراني، نقطة توتر دائمة، إذ استهدفتها ضربات إسرائيلية سابقة ألحقت أضرارًا بمنشآت عسكرية، ما يزيد من حساسية الوضع الأمني فيها.
تحقيقات موسّعة لكشف الشبكات
كشفت مصادر أمنية إيرانية أن التحقيقات الموسّعة مستمرة لكشف إذا ما كان للمعتقلين صلات بخلايا أوسع داخل وخارج البلاد. وأكدت السلطات أن بعض المعتقلين كانوا على اتصال مستمر بشخصيات مرتبطة بالموساد من خلال تطبيقات مشفّرة، ما يزيد من خطورة التهديد الأمني.
في أعقاب الاعتقالات، عزّزت قوات الأمن الإيراني إجراءاتها على الحدود الغربية، خصوصًا مع العراق، لمنع أي تسلل محتمل لعناصر مشبوهة، كما كثّفت من نشر نقاط التفتيش والدوريات المكثفة لمراقبة حركة الأشخاص والبضائع.
ردود فعل شعبية متباينة
أثارت حملة الاعتقالات ردود فعل متباينة بين السكان المحليين. ففي حين أشاد بعض الأهالي بدور الأمن في حفظ الاستقرار، أبدى آخرون تخوفًا من استخدام الاعتقالات كذريعة لتقييد الحريات، خاصة في ظل أجواء التوتر المتصاعدة بالمنطقة.
من المقرر أن يُحال المتهمون إلى محاكم خاصة بالنظر في قضايا الأمن القومي والتجسس، ويتوقع مراقبون أن تكون الأحكام سريعة ومشددة نظرًا لحساسية التوقيت.
وأشارت مصادر قضائية إلى أن التحقيقات تشمل فحص بيانات هواتف المعتقلين والحصول على شهادات من شهود محتملين لكشف أبعاد الشبكة.