في ظل التصعيد المستمر والمعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كثّفت مصر وقطر جهودهما الدبلوماسية لإحياء مسار وقف إطلاق النار، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في محاولة لحقن دماء الفلسطينيين وفتح مسارات الحل السياسي.
وشهد اليوم الثلاثاء اتصالاً هاتفياً مهماً بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحثا خلاله تطورات الأوضاع في غزة، والعلاقات الثنائية، والجهود المشتركة للتهدئة.
تنسيق ثلاثي مصري – قطري – أميركي لوقف إطلاق النار
بحسب بيان رسمي للخارجية المصرية، أكد الجانبان أهمية العمل المشترك مع واشنطن لاستئناف الهدنة المتوقفة، والوصول إلى اتفاق عاجل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
وشدد الوزيران على ضرورة إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، إلى جانب البدء في الترتيب لمرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، والتي أعلنت مصر استعدادها لاستضافتها بالتعاون مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية فور التوصل إلى تهدئة.
القاهرة: جاهزون لإعادة إعمار غزة فور التهدئة
استعرض الوزير بدر عبد العاطي استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي وإعادة الإعمار في غزة، في حال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد على أهمية مشاركة دولية واسعة لإنجاح هذا المؤتمر الذي يهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية، وتخفيف معاناة الفلسطينيين، لا سيما في ظل الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.
التطورات الإقليمية: ملف إيران في صلب النقاش
لم تقتصر المباحثات بين الطرفين على الوضع في غزة فقط، بل شملت أيضاً وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، في ظل مؤشرات على تراجع حدة التوتر مؤخراً.
وجدد الوزيران دعم بلديهما للحلول الدبلوماسية، وشددا على ضرورة تثبيت التهدئة، واستئناف المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني ضمن إطار يضمن أمن واستقرار المنطقة.
غزة تحت النار: أرقام دامية ومأساة مستمرة
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، ارتفعت الحصيلة إلى 56 ألفاً و531 شهيداً فلسطينياً، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 133 ألفاً و642 جريحاً، في أرقام مرشحة للزيادة بسبب صعوبة الوصول إلى الضحايا تحت الأنقاض.
ولا تزال المستشفيات تعمل في ظروف شبه مستحيلة، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، في وقت يعاني فيه السكان من انقطاع الكهرباء والمياه ونقص الغذاء.
هل تثمر التحركات الدبلوماسية؟
تبقى الأنظار معلّقة على نتائج هذه التحركات المصرية القطرية المكثفة، وسط تساؤلات حول مدى استعداد الأطراف المختلفة للانخراط في اتفاق هدنة دائم، يفتح المجال أمام حل سياسي شامل يضع حداً لمعاناة غزة ويمهد لسلام عادل في المنطقة.
وفي ظل عجز المجتمع الدولي عن كبح جماح آلة الحرب، هل تنجح الجهود العربية هذه المرة في وقف حمام الدم؟