في خطوة عاجلة لمعالجة آثار الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، عقدت السلطات القطرية اجتماعاً فنياً استثنائياً في العاصمة الدوحة، ضم مسؤولين أمنيين وفنيين كبار، لبحث حجم الأضرار التي خلفها اعتراض الصواريخ الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد الأميركية يوم 23 يونيو الماضي، ضمن العملية الإيرانية المعروفة باسم “بشائر الفتح”.
الاجتماع، الذي جاء بتكليف مباشر من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وترأسه وزير الداخلية الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، بمشاركة قائد قوة الأمن الداخلي وعدد من الجهات الأمنية، خلص إلى اعتماد سلسلة من الإجراءات الفورية، تشمل حصر الأضرار وتعويض المتضررين من المواطنين والمقيمين، ومعالجة أي خلل أو تهديد مستقبلي في البنية الدفاعية.
دفاع جوي يتصدى.. ولا خسائر بشرية
كانت قوات الدفاع الجوي القطري قد نجحت في التصدي للهجوم الصاروخي عبر تفعيل بطاريات صواريخ باتريوت، وانتشار أكثر من 300 جندي في محيط قاعدة العديد، وهو ما ساهم في إحباط الهجوم قبل أن يُحدث أضراراً بشرية.
وعلى الرغم من عدم تسجيل خسائر في الأرواح، وفقاً لتصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، فإن الأضرار المادية التي لحقت ببعض المناطق المحيطة بالقاعدة دفعت الدولة إلى التحرك الفوري لإعادة التقييم والتعويض.
إجراءات فورية وتعويضات قيد التنفيذ
الفريق الفني المكلف من قبل الدولة بدأ فعلياً في رصد الأضرار الميدانية التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة، بما يشمل البنية التحتية المجاورة للقاعدة، والأضرار الجزئية في بعض المساكن والمحال التجارية، والأثر النفسي على سكان المناطق القريبة.
كما تم اعتماد آلية واضحة لتعويض المتضررين، سواء من المواطنين أو المقيمين، وسط تأكيدات رسمية بأن العملية ستتم بشفافية وسرعة.
موقف خليجي موحد.. وتصعيد دبلوماسي
تزامناً مع التحرك الداخلي، عقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً استثنائياً على مستوى وزراء الخارجية، بحث خلاله الاعتداء الإيراني على قطر، وأصدر بياناً شديد اللهجة أدان فيه الهجوم، مؤكدًا دعم سيادة دولة قطر ورفض أي تهديدات تمس أمنها أو أمن أي من دول المجلس.
الاجتماع حمل أيضاً رسالة واضحة إلى إيران بأن استقرار الخليج غير قابل للمساومة، وأن التصعيد العسكري سيُقابل بموقف خليجي موحد.
أمن الخليج.. ورسائل الردع
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الخليج تصاعداً في التوترات الإقليمية، وسط محاولات دولية للتهدئة. إلا أن استهداف قاعدة عسكرية بهذا الحجم، داخل أراضي دولة ذات سيادة، يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.
ورغم النجاح القطري في التعامل الفوري مع الهجوم، فإن الحدث سلط الضوء مجدداً على ضرورة تعزيز قدرات الدفاع الجوي الإقليمي، وتكثيف التعاون الاستخباراتي والعسكري، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر والردع المشترك.
تساؤلات مشروعة.. واستعداد دائم
ورغم حالة السيطرة التي فرضتها الدوحة، تظل التساؤلات قائمة في الشارع القطري والخليجي: هل الهجوم الصاروخي كان مجرد رسالة سياسية؟، أم أنه مقدمة لتصعيد إيراني أوسع في المنطقة؟.