في تصريح جديد يُلقي الضوء على جهود الوساطة الجارية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أن الجهود الدبلوماسية لا تزال مركّزة على الوصول إلى مرحلة تُمكّن من إنهاء القتال المستمر، مشيرًا إلى أن الحديث حتى الآن يدور حول “ورقة إطار عامة”، دون الدخول في التفاصيل النهائية، وسط “انطباعات إيجابية” بحسب تعبيره.
ما طبيعة الوساطة الجارية؟
قال المتحدث إن الوفدين المتفاوضين حاليًا ما زالا متواجدين في مواقع التفاوض، لكن المباحثات تُدار مع كل وفد على حدة، موضحًا أن قطر، بالتنسيق مع وسطاء آخرين، تسعى إلى جسر الهوة بين الطرفين من خلال خلق بيئة تفاوضية مناسبة قبل الشروع في مرحلة المحادثات التفصيلية.
رغم التصريحات المتفائلة، شدّد المتحدث القطري على أن العملية التفاوضية “تحتاج إلى وقت” ولا يمكن تحديد موعد نهائي أو جدول زمني واضح للوصول إلى اتفاق شامل، مضيفًا: “من المبكر الحديث عن أي تفاصيل، لكن هناك انطباعات إيجابية تدفعنا للاستمرار في هذا المسار”.
إطار تفاوضي أولي.. وليس اتفاقًا بعد
وكشف المتحدث أن ما يتم تداوله حاليًا لا يزال في إطار “مبادئ أولية” يتم العمل عليها لتشكيل قاعدة صلبة تُبنى عليها المرحلة النهائية، مضيفًا:” نأمل بعد الاتفاق على الإطار، أن ننتقل لمناقشة المقترح التفصيلي الذي سيتضمن البنود النهائية لوقف القتال”.
وفيما يتعلق بالتقارير الإعلامية المتداولة حول محتوى المفاوضات، انتقد المتحدث بشدة ما وصفه بـ”التسريبات غير المسؤولة”، معتبرًا أنها تُعقّد المشهد وتؤثر سلبًا على سير العملية التفاوضية:” مثل هذه التسريبات تُشعل سيلًا إعلاميًا قد يُعرقل تقدم المفاوضات، بينما نحن بحاجة إلى الهدوء والدقة”.
هل تنجح الدوحة في الوصول إلى تسوية؟
يأتي هذا التصريح في وقت تتكثف فيه التحركات الدولية من أجل وقف الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أشهر، حيث تلعب قطر دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، وسط دعم إقليمي ودولي للمبادرة.
وفي ظل تأكيدات الدوحة على استمرار الجهود وتلميحات بانفراجة محتملة، يظل السؤال مفتوحًا: هل تثمر الوساطة القطرية في إنهاء الحرب الأكثر دموية في تاريخ القطاع؟.