في ظل استمرار التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، قدمت وزارة الخارجية اللبنانية رسمياً طلبًا إلى الأمم المتحدة لتمديد مهمة قوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل” في الجنوب اللبناني، التي من المقرر أن تنتهي في أغسطس المقبل.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أهمية التمديد، مشددًا على أن وجود اليونيفيل أساسي لحفظ الاستقرار والأمن على الحدود الجنوبية.
وقال عون خلال استقباله وفدًا عسكريًا بريطانيًا إن الجيش اللبناني ينفذ كافة التدابير اللازمة لمنع المظاهر المسلحة على طول الحدود، تطبيقًا لقرار الدولة المتعلق بحصرية السلاح.
ضربات إسرائيلية مستمرة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
رغم سريان وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه منذ 27 نوفمبر الماضي، لم تتوقف الخروقات الإسرائيلية، حيث استهدفت مسيرات وطائرات حربية إسرائيلية عناصر من “حزب الله” ومرافقه في مناطق عدة بجنوب لبنان.
ففي آخر التطورات، قُتل عنصر من حزب الله إثر قصف إسرائيلي بطائرة مسيرة على دراجة نارية كان يستقلها قرب مدينة بيت ليف، كما استهدفت مسيرة أخرى جرافة بين بلدتي برعشيت وشقراء، ما أسفر عن إصابة مواطن بجروح بالغة.
تفجيرات وألغام على الحدود
لم تقف الخروقات عند هذا الحد، إذ أفاد شهود عيان بأن قوة إسرائيلية اقتحمت بلدة حولا وزرعت ألغامًا داخل منزل لأحد عناصر حزب الله، ثم فجّرته، في خرق واضح لسيادة لبنان.
بحسب أرقام وزارة الداخلية اللبنانية، سقط ما لا يقل عن 190 قتيلًا وأصيب 485 شخصًا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، وتشمل هذه الحصيلة المدنيين والعسكريين على حد سواء، ما يعكس حجم التصعيد المستمر من الجانب الإسرائيلي رغم جهود الوساطة الدولية.
استمرار الغارات الجوية
وقد شنت إسرائيل أكثر من 12 غارة على قرى وبلدات في جنوب لبنان في 23 يونيو، مستهدفة منشآت عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ لمنظمة “حزب الله”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن جميع الضربات نُفذت بدقة، فيما أشار شهود إلى دمار واسع النطاق وأضرار جسيمة بالبنية التحتية.
الوضع الأمني على المحك
تظل الأوضاع الأمنية على الحدود بين لبنان وإسرائيل على صفيح ساخن، حيث يشير مراقبون إلى أن استمرار الخروقات الإسرائيلية من شأنه أن يزيد من حالة عدم الاستقرار، ويضع جهود التهدئة تحت اختبار صعب.
ويعزز ذلك أهمية تمديد مهمة اليونيفيل لمنع اندلاع مواجهة أوسع قد تؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة.
وبينما تكثف الدبلوماسية اللبنانية من تحركاتها الدولية، يبقى المشهد الأمني مقلقًا على الأرض، ما يجعل من التمديد لقوات اليونيفيل خطوة ضرورية لاحتواء التصعيد والحفاظ على الحد الأدنى من الأمن والاستقرار على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.