يُعد يوم عرفة، الذي يصادف الخميس 5 يونيو 2025، من أبهى أيام العام وأكثرها بركة، فهو يُشكل فرصة لا تُعوض لجمع الحسنات ومحو الذنوب. في هذا اليوم العظيم، تُرفع فيه الدرجات وتُستجاب الدعوات، ويُتوقع أن يغفر الله للصائمين ذنوب سنتين: السنة الماضية والقادمة. تُوضح دار الإفتاء المصرية أن هذا اليوم هو بمثابة شفاعة للمسلمين يوم القيامة، وفرصة للتقرب إلى الله بالدعاء والاستغفار وطلب المغفرة والرحمة. فهل أنت مستعد لاغتنام كل لحظة من هذا اليوم المبارك؟
أفضل الأعمال المستحبة: اغتنم كل دقيقة
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن يوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويكثر فيه عتقاء الله من النار، ويُباهي الله ملائكته بأهل الموقف في المشعر الحرام. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ».
لتحقيق أقصى استفادة من هذا اليوم المبارك، إليك خطة متكاملة للعبادات:
صيام يوم عرفة: لغير الحاج، يُعد صيامه سنة مؤكدة وفضل عظيم، حيث يكفر ذنوب سنتين، كما ورد في الحديث الشريف. إنه فرصة ذهبية لتكفير الذنوب وزيادة الأجر والثواب.
القيام للسحور وصلاة الفجر جماعة: ابدأ يومك بنية الصيام وتناول السحور، ثم توضأ واستعد لصلاة الفجر في جماعة.
جلسة الذكر وصلاة الضحى: بعد صلاة الفجر، اجلس في مصلاك إلى ما بعد الشروق بـ 15 دقيقة، ثم صلِّ ركعتي الضحى. النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلَّى الْغداة في جماعةٍ، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجةٍ، وَعمرةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ» (أخرجه الترمذي).
التنوع في الطاعات: لتجنب الملل، نوّع بين الطاعات: التكبير، الذكر، تلاوة القرآن، والإكثار من الدعاء.
الصدقة: احرص على التصدق ولو بشق تمرة، فالصدقة في هذا اليوم المبارك لها فضل وأجر عظيم، وتُضاعف فيها الحسنات.
التسبيح والتكبير والتهليل: أكثر من هذه الكلمات الطيبة والمباركة، فهي تُقوي الإيمان وتُقربك إلى الله.
العدل والتسامح والعفو: تذكر قيمة هذه الأخلاق في يوم عرفة، واعمل على تصحيح العلاقات وتقديم الاعتذارات والمصالحة مع الآخرين لتكون في حالة من الطهارة والقبول عند الله.
أوقات استجابة الدعاء: اغتنم اللحظات الثمينة
يُعد الدعاء في يوم عرفة من أفضل الأعمال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة». هناك أوقات يُرجى فيها استجابة الدعاء بشكل خاص:
الدعاء في السجود: يُعد أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
عند صلاة قيام الليل: في الثلث الأخير من الليل، حيث يتنزل الله إلى سماء الدنيا.
عند الأذان: لحظات الأذان من الأوقات التي تُفتح فيها أبواب السماء.
دبر الصلوات المكتوبات: بعد الانتهاء من أداء الصلوات المفروضة.
للصائم وعند الإفطار: دعوة الصائم لا تُرد، خاصة عند لحظة الإفطار.
بعد ذكر «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»: هذا الذكر دعاء يونس عليه السلام في بطن الحوت، وهو من الأدعية المستجابة.
ما بعد صلاة العصر وحتى المغرب: هذه الساعة هي الأفضل على الإطلاق للدعاء والتضرع، وهي التي يُرجى فيها أن تُستجاب الدعوات.
يوم عرفة هو يوم فريد يُقدم فيه الله تعالى رحمات وعطاءات يفيض بها على الطائعين. فلنسارع إلى مغفرة من الله ورضوان، فهو اليوم الذي تُقال فيه العثرات وتُغفر الزلات وتُرفع الدرجات.