أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية مركّزة على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية هي فوردو، نطنز وأصفهان، باستخدام أسلحة متطورة قادرة على خرق تحصينات عميقة تحت الأرض.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الهجوم كان “ناجحًا للغاية”، بينما أشار مسؤولون عسكريون إلى أن الطائرات الأميركية أطلقت 30 صاروخًا من طراز توماهوك على أهداف إيرانية أخرى.
6 قنابل تخترق أعماق الأرض
بحسب تقرير لشبكة “فوكس نيوز”، فقد استخدمت القوات الأميركية 6 قنابل خارقة للتحصينات من نوع GBU-57 E/B، التي تُعرف باسم “أم القنابل”، والتي تُعدّ أضخم سلاح غير نووي في العالم، حيث يبلغ وزنها 30 ألف رطل، وتتميز بدقة عالية وقدرة على اختراق ما يصل إلى 200 قدم من الأرض (ما يعادل 61 مترًا) قبل أن تنفجر.
في السياق نفسه، كشفت تقارير أميركية أن قاذفات شبح من طراز بي-2، والمعروفة بقدرتها على التخفي، أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميزوري الأميركية، ثم عبرت المحيط الهادئ ووصلت إلى قاعدة جوية أميركية في غوام قبل بدء الضربات. وتعدّ هذه القاذفات الوحيدة القادرة على حمل قنابل GBU-57، نظرًا لحجمها ووزنها الهائل.
إيران تقلل من تأثير الهجمات
في ردها الأول على الهجوم، قالت السلطات الإيرانية إنه لم تقع أضرار جسيمة في منشأة فوردو وإن المواقع المستهدفة يمكن إصلاحها سريعًا.
وأكد مسؤولون إيرانيون أن جميع الأنشطة النووية مستمرة على الرغم من الضربات، وشددوا على أن بلادهم على استعداد للرد إذا دعت الحاجة.
فيما نقلت شبكة “سي بي إس نيوز” عن مصادر أميركية، أن واشنطن أبلغت طهران دبلوماسيًا بالهجوم سلفًا وأكدت أن الضربات لا تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، بل إلى تقويض قدراته النووية فقط، وجاء ذلك ضمن إطار سعي أميركا لمنع توسيع دائرة التصعيد وترك باب الدبلوماسية مفتوحًا.
سلاح فتاك من “الجيل الخامس”
وتُظهر هذه الضربات استخدام الولايات المتحدة أكثر أسلحتها تطورًا من “الجيل الخامس”، حيث أصبحت قاذفات بي-2 الشبح” أداة ردع استراتيجية بقدرتها على المناورة وشن هجمات فائقة الدقة.
ويثير ذلك تساؤلات حول تطور قدرات الدفاع الجوي الإيراني ومدى استعداده لمواجهة ضربات مشابهة في المستقبل.
يرى مراقبون أن العملية لم تكن مجرد ضربة عسكرية تقليدية، بل رسالة سياسية قوية من واشنطن إلى طهران وحلفائها الإقليميين، مفادها أن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام القوة الرادعة إذا شعرت بتهديد مباشر لأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.
ردود فعل دولية متباينة
كما أثارت الضربات ردود فعل واسعة النطاق على المستوى الدولي، حيث دعت روسيا والصين إلى ضبط النفس وضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
بينما أيدت بعض الدول الغربية حق الولايات المتحدة في الدفاع عن مصالحها ومصالح شركائها، ووصفت الهجوم بأنه “تحرك ضروري” لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
في الولايات المتحدة، أظهرت استطلاعات الرأي الأولية انقسامًا لدى الجمهور الأميركي تجاه الضرباتؤ ففي حين أيد قطاع من المواطنين التدخل العسكري باعتباره إجراء استباقيًا لحماية أمن البلاد، أبدى آخرون مخاوف من احتمال أن يؤدي ذلك إلى اندلاع صراع أوسع وأطول أمدًا في الشرق الأوسط.
تأثير محتمل على المفاوضات النووية
ويرجّح محللون أن تؤثر هذه التطورات على مسار المفاوضات النووية المتعثرة أصلًا بين إيران والدول الغربية، حيث من المرجّح أن تتصلّب مواقف طهران أكثر، بينما تسعى القوى الدولية إلى استثمار الضغط العسكري لإجبار إيران على العودة إلى الالتزامات التي ينص عليها الاتفاق النووي لعام 2015.
استعداد إيراني للرد
من جانب آخر، أشار مسؤولون إيرانيون إلى أن قوات الحرس الثوري وضعت جميع الوحدات الاستراتيجية في حالة تأهب قصوى، ملوحين بإمكانية الرد بالمثل على أي عدوان مستقبلي، سواء داخل الأراضي الإيرانية أو عبر استهداف القواعد والمصالح الأميركية بالمنطقة.
ويبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كان التصعيد سيبقى محدودًا أم سيتطور إلى مواجهة واسعة النطاق.