الشعور بعدم الثقة بالنفس يمكن أن يكون من أصعب المشاعر التي نتعامل معها، وقد ينبع من عوامل خارجية مثل اجتماع عمل سيئ أو مواقف شخصية محبطة. لكن هذا الشعور لا يجب أن يعيقنا. تقدم شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية نصائح قيّمة للتعامل مع هذا التحدي وتنمية القدرات الذهنية، مستندة إلى خبرة سكوت ماوتز، المدير التنفيذي السابق في “بروكتر آند غامبل” ومؤلف كتاب “القائد القوي عقلياً: بناء العادات لتنظيم عواطفك وأفكارك وسلوكياتك بشكل منتج”.
8 استراتيجيات ذهنية لبناء الثقة وتجاوز الشك
لبناء ثقة بالنفس قوية وتعزيز قدراتك الذهنية، اتبع هذه الاستراتيجيات المجربة:
لا تخلط بين الثقة وغياب الشك: جميعنا يواجه الشكوك في مراحل مختلفة من الحياة. الثقة الحقيقية ليست غياب الشك، بل هي القدرة على إدارة علاقتك به. تعلم كيف تحتضن عدم اليقين، وتقبل أنك لن تعرف كل شيء، ثم آمن بقدرتك على فهم الأمور والتكيف معها دائمًا.
اختر نقادك بعناية: ليس كل نقد يُقدم لك يجب أن يُقبل. لكن في المقابل، لا تتجاهل جميع الملاحظات، فهذا قد يعيق تطورك. كن حذرًا في تحديد من تسمح لهم بأن يكونوا في دائرة نقادك المقربين. عندما تتلقى ملاحظات بناءة، استمع إليها إذا كانت تأتي من شخص تثق فيه، وركز على استخلاص الحقيقة منها لزيادة خبرتك. تذكر أن من يهتمون بك يقدمون لك النقد لمساعدتك، لا لإيذائك.
الفشل حدث، ليس مصيرًا: يقول ماوتز: “الانتكاسات من المفترض أن تجعلك أقوى”. يعتبر الفشل جزءًا طبيعيًا من الحياة، وليس انعكاسًا لقيمتك الشخصية. تذكر أنك تستطيع رؤية الفشل كحدث خارجي لا يخصك أنت كشخص. استخدمه كفرصة للتعلم والتطور، فكثير من الإنجازات الكبرى تولد من رحم التحديات.
تجاوز الحاجة لـ”ختم الموافقة”: لا تنتظر موافقة خارجية للمضي قدمًا في خططك وأهدافك. الاعتماد على “ختم الموافقة” من الآخرين قد يُبطئك ويزيد من شعورك بعدم الأمان إذا لم تحصل عليه. الأفضل أن تتصرف كما لو كنت قد حصلت بالفعل على الموافقة، وثق في قدراتك الداخلية للمضي قدمًا.
توقف عن المقارنات غير المفيدة: بعض المقارنات يمكن أن تكون مفيدة لقياس أدائك ووضع معايير لنفسك. لكن المقارنات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نميل إلى مقارنة أسوأ لحظاتنا بأفضل لحظات الآخرين، غير مفيدة وتُقلل من الثقة بالنفس. المقارنة الوحيدة التي تهم هي مقارنة نفسك بمن كنت عليه بالأمس، والسعي لتكون نسخة أفضل من ذاتك.
تحدث إلى نفسك كصديق مقرب: توقف عن الثرثرة الداخلية السلبية، مثل الأفكار المدمرة أو المعتقدات الهدامة. تخلص من “الشيطان الصغير” الذي يجلس على كتفك ويلعب دور الناقد غير المفيد. بدلًا من ذلك، تحدث إلى نفسك بالطريقة التي تتحدث بها مع صديق مقرب يدعمك. على سبيل المثال، بدلًا من قول: “لقد أفسدت هذا الاجتماع حقًا، أنا أحمق”، قل: “لم يسِر الأمر كما كنت أتمنى، لكنه مجرد اجتماع واحد. ما الذي يمكنني تعلمه منه لتطبيقه في المرة القادمة؟”
اعترف بإنجازاتك واحتفل بها: من المهم جدًا أن تتذكر إنجازاتك وتُقدرها. تمرين بسيط يمكن أن يساعدك: اذكر جميع الإنجازات التي حققتها، ثم ذكّر نفسك بأن هذه الإنجازات لم تكن لتحدث بدونك وبجهودك، حتى لو حصلت على مساعدة من الآخرين أو كنت في المكان المناسب في الوقت المناسب. اعترف بدورك المحوري في نجاحاتك.
أنت جيد بما فيه الكفاية: صدّقها: ينصح سكوت ماوتز بتذكير نفسك دائمًا: أنت كافٍ وجيد بما فيه الكفاية. من السهل أن تنظر إلى اختلافاتك على أنها عبء، لكنها في الحقيقة هي ما يجعلك فريدًا ومميزًا. بالطبع، هناك دائمًا جوانب يمكنك العمل على تحسينها، مثل أي شخص آخر، لكن نقطة البداية الخاصة بك هي شيء يجب أن تفخر به. عندما يبدأ “الناقد الداخلي” بالثرثرة في أذنك، قل له: “كفى”، ثم قل بصوت عالٍ: “أنا كافٍ”، وصدق ذلك.
بتبني هذه النصائح، يمكنك أن تبدأ رحلة بناء الثقة بالنفس القوية، التي تعزز بها قدراتك الذهنية وتواجه تحديات الحياة بمرونة وقوة أكبر.