بيان فرع جماعة الاخوان المسلمين المسلح في فلسطين (حماس) حول الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية “بشأن التبعات القانونية الناشئة عن السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية”، ذكرني البيان بشريط فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي لطير (حمام) أثار تساؤلات كثيرة لدى مشاهديه، حول حركات الطير اللاطبيعية، وغير المعروفة عن سلوكه في الطيران، فالبعض نعته (بالطير القلاب) فيما رآه آخرون معجزة لأنه (يتشقلب) كما يقولون باللغة المحكية (العامية )، بعكس الجاذبية، وبعكس باقي الطيور من جنسه! لكن اصحاب العلم والمعرفة والتجربة والخبرة (الأطباء البيطريين)كان لهم الكلمة الفصل، فأكدوا إصابة هذا الطير بمرض في مركز جهازه العصبي، يدفعه الى حركات لا ارادية، تبدو لمن لا يعلم ولا يفقه لغة وحركات وسلوك ( الحمام ) لاعتبارها بهلوانية، وقدرة استثنائية، رغم أن ” الشقلبة” معاكسة جملة وتفصيلا لحركات طيور الحمام المعروفة، فمن يقرأ بيان حماس يظن أن ” كركبة ” ما قد حدثت في الشبكة العنكبوتية انتهت بوضع اسم حماس على بيان لا رائحة ولا طعم فيه، تجعل قارئه يصدق أنه قد صدر فعلا عن حماس، إلا اذا كان هنالك حماس اخرى غير التي نعرفها ويعرفها العالم، وأن هذا البيان هو (رقم واحد ) لهذه (الحماس ) رأت اصداره بهذه المناسبة ! فحماس التي لا تخلو بياناتها عن المقاومة وتحرير فلسطين من النهر الى البحر، لم يُذكَر في البيان الصادر عنها، ولا كلمة واحدة من هذه الديباجة المتلازمة الدائمة في بياناتها حتى لو كان الموضوع عرسا جماعيا ! أو توزيع كوبونات مساعدة على فقراء ومساكين ومنكوبين ونازحين !!كانت سببا في مآسيهم ومعاناتهم !!…أما دولة فلسطين فلم تذكرها (هذه الحماس ) قط وكأن محكمة العدل الدولية قدمت رأيا استشاريا بخصوص ارض محتلة في المحيط المتجمد الشمالي!
حماس التي لم تر إلا منظومة ايران والجماعات المسلحة والتنظيمات والأحزاب التابعة لها المسماة “محور المقاومة ” ليست هذه الحماس الحافل بيانها بعبارات :” المنظومة الدولية ” أما الجمعية العامة للأمم المتحدة التي كانت مجرد تجمع عالمي “عاجز”، ولا فائدة ترجى من هذه الشرعية الدولية، حسب بياناتها، وتمعن بإغراقها ببحر من عبارات الاحباط والعدمية كلما وقف على منبرها رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية، نجد في بيان هذه الحماس:” نطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من تدابير لإنهاء الاحتلال”!!
لكن أكثر ما يلفت النظر أن قادة حماس الذين ابدوا الاستعداد لتصدير(السلاح) الى جيوش الدول العربية لتحارب اسرائيل كما زعم فتحي حماد في احدى مسرحياته ” الدونكوشوتية ” – نسبة الى دونكيشوت الذي حارب ” طواحين الهواء “- وطالبوا (بتسليح ) الجماهير في البلاد الاسلامية والعربية لتأخذ دورها في عملية التحرير التي اطلقوها في 7 اكتوبر الماضي، نجد حماس هذه “تدعو المجتمع الدولي إلى التسلّح بهذه القرارات وتجاوز الادارة الأمريكية، والعمل على الزام الاحتلال الفاشي بتنفيذها والانصياع لها فورا ” وبهذا البيان تجاوز قادة حماس سرعة الصاروخ الفرط صوتي في تغيير المواقف، فبالأمس تعاملوا بايجابية مع المقترح الأمريكي للصفقة وإيقاف اطلاق النار، أم بيان هذه الحماس فقد دعا الى تجاوز الادارة الأمريكية، وتنفيذ القرارات الدولية، وكأن مقترح الادارة الأمريكية الذي تعاملوا معه بايجابية كما قالوا، لم يتبنه مجلس الأمن الدولي وأصبح قرارا دوليا ! .
قد يرى البعض بيان هذه الحماس قفزة بهلوانية محسوبة وفق قانون (الجاذبية السياسية ) لكن فحوصات دقيقة، وتحاليل مخبرية، مع صور مقطعية وصوتية، بينت لأصحاب الخبرة والتجربة والعارفين بحماس، أثبتت اصابة مركز دماغ جماعة الاخوان المسلمين بداء لا دواء له، وأن الشعب الفلسطيني ضحية انقلابات وشقلبات هذه الحماس الكارثية.
