ما الذي يجعل النجوم الكبار مثل بيونسيه وأديل قادرين على الوقوف أمام الجماهير بثقة وزيادة الثقة بالنفس لديهم، رغم التوتر والقلق الذي قد ينتابهم؟ السر يكمن في تقنية نفسية بسيطة لكنها فعّالة: “الأنا الأخرى”. هذه الشخصية المتخيلة التي يخلقها الفرد لنفسه، تساعد على تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الأداء، سواء على المسرح أو في الحياة اليومية.
بيونسيه وأديل: عندما تتحول الشخصية المتخيلة إلى سر النجاح
بيونسيه، إحدى أعظم المغنيات في العالم، اعتمدت على شخصية متخيلة أطلقت عليها اسم “ساشا فيرس”. هذه الشخصية كانت تمثل نسخة أكثر قوة وحزمًا من بيونسيه نفسها. في مقابلة مع أوبرا وينفري عام 2008، قالت بيونسيه: “عندما أرتدي الكعب العالي وأسمع الموسيقى، تظهر ساشا فيرس، وتصبح كل حركاتي وطريقة حديثي مختلفة”. هذه التقنية ساعدتها على تجاوز التوتر وتحقيق أداء استثنائي.
أما أديل، فقد استلهمت الفكرة من بيونسيه وابتكرت شخصيتها المتخيلة “ساشا كارتر”، التي تجمع بين سمات شخصية بيونسيه الخيالية والمغنية الأمريكية جون كارتر. أديل أكدت أن هذه الشخصية ساعدتها على تقديم أفضل أداء في مسيرتها الفنية.
العلم وراء “الأنا الأخرى”: كيف تعمل هذه التقنية؟
وفقًا للدراسات النفسية، فإن تصور وجود “أنا أخرى” يساعد الفرد على خلق مسافة نفسية بينه وبين الموقف الذي يمر به. هذه المسافة تسمح له بالتفكير بعقلانية أكبر، والتحكم في المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر. ريتشيل وايت، أستاذة علم النفس في جامعة نيويورك، توضح أن هذه التقنية تمنح الفرد فرصة لرؤية الموقف من منظور أكثر حيادية، مما يعزز قدرته على التحكم في انفعالاته.
في دراسة أجراها الباحث إيثان كروس من جامعة ميشيغان، طُلب من المشاركين التفكير في موقف صعب باستخدام صيغة “الشخص الثالث” (مثل: “لماذا يشعر فلان بالقلق؟”). النتائج أظهرت أن المشاركين الذين استخدموا هذه التقنية شعروا بقلق أقل وكان أداؤهم أفضل في المواقف الصعبة.
كيف يمكنك تطبيق هذه التقنية في حياتك؟
- اختر شخصيتك المتخيلة: فكر في صفات تريد تعزيزها، مثل الثقة أو الحزم، واختر اسمًا لهذه الشخصية. يمكن أن تكون هذه الشخصية مستوحاة من شخصية عامة أو حتى شخصية خيالية.
- استخدم صيغة “الشخص الثالث”: عندما تواجه موقفًا صعبًا، تحدث إلى نفسك كما لو كنت تتحدث عن شخص آخر. مثلاً، بدلًا من أن تقول “أنا خائف”، قل “لماذا يشعر فلان بالخوف؟”.
- ارتدِ الشخصية: في المواقف التي تتطلب ثقة عالية، تخيل أنك ترتدي “زي” شخصيتك المتخيلة. هذا التخيل يمكن أن يعزز شعورك بالثقة ويحسن أداءك.
- ركز على الصورة الأكبر: استخدم هذه التقنية لتذكير نفسك بالأهداف طويلة المدى. عندما تشعر بالتوتر، اسأل نفسك: “ماذا ستفعل شخصيتي المتخيلة في هذا الموقف؟”.
فوائد “الأنا الأخرى” في الحياة اليومية
- زيادة الثقة بالنفس: تصور وجود شخصية قوية يساعدك على التصرف بثقة أكبر.
- تحسين الأداء: سواء في العمل أو في المواقف الاجتماعية، هذه التقنية يمكن أن تحسن من أدائك.
- التحكم في التوتر: خلق مسافة نفسية بينك وبين الموقف يقلل من حدة التوتر والقلق.