تتصاعد مؤخرًا الدعوات والتحريضات عبر منصات تابعة لجماعات يهودية متطرفة ومنظمات استعمارية لبناء ما يسمى بـ”الهيكل الثالث” على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. وقد حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من خطورة هذه التهديدات التي تمثل انتهاكًا صارخًا للمقدسات الإسلامية، وتصعيدًا خطيرًا في الصراع على مدينة القدس المحتلة.
أولًا: الأبعاد الدينية للصراع
المسجد الأقصى هو ثالث أقدس المساجد لدى المسلمين، وأي مساس به يُعتبر استفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم أجمع.
جماعات “الهيكل” المتطرفة تدّعي أن المسجد الأقصى بُني على أنقاض الهيكل اليهودي المزعوم، وتدعو علنًا إلى هدمه لبناء الهيكل الثالث مكانه.
هذه الادعاءات لا تستند إلى أي أساس أثري مؤكد، بل ترتكز على روايات دينية وسياسية توظف لخدمة المشروع الاستيطاني والتهويدي.
ثانيًا: المخاطر السياسية والأمنية
تفجير المسجد الأقصى أو المساس به سيشعل مواجهة دينية واسعة قد تتجاوز حدود فلسطين، ويدخل المنطقة في دوامة من العنف قد يصعب احتواؤها.
يصاعد التوتر في القدس قد يدفع فصائل المقاومة الفلسطينية إلى تصعيد الردود، ويقوّض أي جهود للتهدئة أو استئناف مسار سياسي.
إسرائيل تستخدم جماعات دينية متطرفة لفرض وقائع على الأرض تدريجيًا، عبر تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا، تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليه.
ثالثًا: انتهاك القانون الدولي
القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، تعتبر أراضي محتلة بموجب قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
أي محاولة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى تعتبر جريمة بموجب اتفاقيات جنيف الرابعة وقرارات اليونسكو التي أكدت أن المسجد الأقصى موقع إسلامي خالص.
التحريض على الهدم والتغيير القسري لمعالم دينية يُعد تحريضًا على الكراهية الدينية ويشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
رابعًا: مسؤولية المجتمع الدولي
ردود الفعل الدولية الباهتة على الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وغزة شجعت اليمين الإسرائيلي المتطرف على المضي في مخططاته.
مطلوب موقف دولي حازم:
بإدانة التحريضات ومحاولات التهويد.
بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد المقدسات.
بتوفير آليات حماية دولية للمقدسات والشعب الفلسطيني.
خامسًا: التوصيات
التحرك الدبلوماسي العاجل من الدول العربية والإسلامية أمام مجلس الأمن والجمعية العامة.
دعم إعلامي ومجتمعي واسع لتوعية العالم بخطورة ما يُخطط له ضد المسجد الأقصى.
تفعيل المساءلة الدولية ضد قادة الاحتلال الذين يشرّعون ويحمون هذه الجماعات المتطرفة.
تمكين القيادة الفلسطينية من العمل بحرية في الأراضي المحتلة، ومنع التضييق عليها كما حدث مع رئيس الوزراء محمد مصطفى.
إن المساس بالمسجد الأقصى لا يمس فقط فلسطين، بل يمثل اعتداءً على التراث الديني والحضاري الإسلامي والعالمي، ويهدد بإشعال صراع ديني واسع. ولذا فإن حماية الأقصى واجب ديني، قومي، وإنساني، يستدعي تحركًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا عاجلًا.