بعد جولة ثانية وصفت بـ”المتقدمة جدًا” من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في روما، يستعد خبراء الطرفين للقاء في سلطنة عُمان لمناقشة تفاصيل فنية حاسمة، وعلى رأسها نسبة تخصيب اليورانيوم التي يمكن لإيران الاحتفاظ بها في أي اتفاق نووي مستقبلي.
انقسام في واشنطن.. هل يعود اتفاق 2015؟
تُعد مسألة السماح لإيران بإنتاج الوقود النووي، مع المخاوف من إمكانية استخدامه في صنع أسلحة، نقطة خلافية داخل فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد ظهرت هذه الانقسامات علنًا مؤخرًا، خاصة مع الانتقادات التي وجهت لترامب بشأن قبوله بوضع حدود لكمية اليورانيوم ونسبة التخصيب، حيث رأى منتقدوه أنه بذلك يعيد إحياء بنود الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وصفه بـ”الكارثة” وانسحب منه في 2018.
إيران مستعدة لخفض التخصيب.. خطوة نحو الحل؟
في المقابل، أفادت مصادر مطلعة بأن الإيرانيين أبلغوا المسؤولين الأميركيين قبل جولة روما استعدادهم لخفض مستويات التخصيب إلى 3.67%، وهي النسبة المحددة في اتفاق 2015 مع إدارة أوباما، واللازمة لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية. ومن المتوقع أن يكون هذا الملف في صلب محادثات الخبراء الفنيين في عُمان، وسط تأكيد طهران على التمسك بالحوار والدبلوماسية.
ضمانات مرتقبة.. هل ينجح المسار الدبلوماسي؟
يرى مراقبون أن المحادثات التقنية قد تتطرق أيضًا إلى مسألة الضمانات التي تطالب بها إيران، كما ألمح لذلك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سابقًا. وقد أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تمسك بلاده بالحوار والدبلوماسية لتسوية القضايا، بينما أبدى عراقجي تفاؤله بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية إذا استمرت “الواقعية وحسن النية” في المحادثات.
“خط أحمر”.. إيران تصر على حقها في التخصيب!
في المقابل، أعاد نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، التأكيد على “حق بلاده في تخصيب اليورانيوم”، معتبرًا أن هذه المسألة “خطًا أحمر” في المفاوضات بالنسبة لطهران.
يذكر أن إيران رفعت تدريجيًا درجة تخصيب اليورانيوم إلى 60% بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ما أثار قلقًا دوليًا بشأن إمكانية امتلاكها أسلحة نووية.