في تطورات متسارعة في أمريكا، نفت إدارة الرئيس دونالد ترامب بشكل قاطع التقارير التي أشارت إلى بدء البحث عن وزير دفاع جديد، مؤكدة دعمها الكامل لبيت هيغسيث. هذا النفي جاء على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، التي وصفت تقرير الإذاعة الوطنية العامة (NPR) بأنه “غير صحيح”، وأكدت أن الرئيس ترامب يدعم وزير الدفاع بقوة.
هذا النفي يأتي في ظل اتهامات خطيرة تواجه هيغسيث بتسريب معلومات حساسة حول الهجوم على الحوثيين في اليمن عبر مجموعة تراسل على تطبيق “سيغنال”، ضمت أفراداً من عائلته ومحاميه الشخصي. هذه الاتهامات أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة بعد أن كشف موظفون سابقون في البنتاغون عن مشاركة هيغسيث لتفاصيل الهجوم في هذه المجموعة.
ترامب يطمئن هيغسيث ويدعمه سراً
في محاولة لتهدئة الأوضاع، أفادت مصادر مطلعة بأن الرئيس ترامب أبلغ هيغسيث سراً بأنه متمسك به، وطمأنه وسط هذه الاتهامات. هذا الدعم السري يأتي بعد أن انتقد متحدث سابق باسم البنتاغون قيادة هيغسيث في مقال رأي نشرته صحيفة “بوليتيكو”، واصفاً الوضع في البنتاغون بأنه “فوضى” تحت قيادته.
من جانبه، نفى المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، الاتهامات الموجهة لهيغسيث، واصفاً إياها بـ “الأخبار الكاذبة” التي تروج لها “وسائل الإعلام الكارهة للرئيس ترامب”. وأكد بارنيل في بيان نشره على حسابه في “إكس” أن هذه الاتهامات هي “هراء” تستند إلى “موظفين سابقين ساخطين وأقوال الأشخاص الذين فُصلوا هذا الأسبوع”.
وأضاف بارنيل أن الدافع وراء هذه الروايات هو “تخريب وزير الدفاع وأجندة الرئيس”، مؤكداً أنه “لم تتضمن أي محادثة سرية على سيغنال معلومات حول اليمن”. وشدد على أن “وزير الدفاع يزداد قوة وكفاءة في تنفيذ أجندة ترامب”.
تحقيق داخلي في البنتاغون
يُذكر أن هيغسيث يخضع أيضاً لتحقيق داخلي في البنتاغون بعد مشاركته معلومات حساسة على خدمة الرسائل “سيغنال” في 15 مارس في محادثة شملت صحافياً تمّت دعوته عن طريق الخطأ. هذا التحقيق يأتي في وقت حساس للغاية، خاصة بعد إقالة مسؤولين كبار من البنتاغون الأسبوع الماضي في إطار تحقيق داخلي في تسريب معلومات.
يبدو أن هيغسيث يواجه ضغوطاً متزايدة بسبب اتهامات التسريب والجدل الدائر حول قيادته. ومع ذلك، فإن الدعم العلني والسري الذي يحظى به من الرئيس ترامب يشير إلى أن الإدارة الأمريكية لا تنوي التخلي عنه في الوقت الحالي.
ومن المرجح أن يستمر التحقيق الداخلي في البنتاغون، وسيكون لنتائجه تأثير كبير على مستقبل هيغسيث. وإذا ثبتت صحة الاتهامات الموجهة إليه، فقد يواجه عواقب وخيمة.
في الوقت الحالي، يبدو أن هيغسيث مصمم على الاستمرار في منصبه وتنفيذ أجندة الرئيس ترامب، كما أكد المتحدث باسم البنتاغون. ومع ذلك، فإن الجدل الدائر حوله يظل يشكل تحدياً كبيراً للإدارة الأمريكية، وقد يؤثر على صورة البنتاغون وقدرته على إدارة الملفات الحساسة.