كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن وقوع مشادة كلامية حادة بين الملياردير إيلون ماسك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، وذلك بحضور الرئيس دونالد ترامب، في مشهد يعكس مدى التوتر والصراعات الدائرة داخل أروقة البيت الأبيض.
بحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي، فإن المشادة الكلامية بين ماسك وبيسنت وقعت في الجناح الغربي للبيت الأبيض، وتحديداً في المكتب البيضاوي، وتناولت الخلاف حول من سيتولى قيادة مصلحة الضرائب الأمريكية. وذكر شهود عيان أن المشادة كانت “صاخبة جداً”، وأن الرئيس ترامب كان حاضراً وشاهد الواقعة.
يعود الخلاف بين ماسك وبيسنت إلى رغبة ماسك في تعيين غاري شابلي قائماً بأعمال مفوض مصلحة الضرائب، بينما كان بيسنت يدفع باتجاه تعيين نائبه مايكل فولكندر. وتصاعد التوتر بين الرجلين بعد أن قام ترامب بتعيين شابلي، مما دفع بيسنت إلى مواجهة ماسك بشكل مباشر.
تبادل الاتهامات والشتائم
خلال المشادة الكلامية، تبادل ماسك وبيسنت الاتهامات والشتائم. فقد اتهم بيسنت ماسك بالمبالغة في الوعود ضمن مشروع “DOGE” والفشل في تنفيذ تخفيضات الميزانية، بينما رد ماسك باتهام بيسنت بأنه “عميل لسوروس” و”مدير لصندوق تحوط فاشل”.
حاولت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، احتواء الموقف، قائلة إن “الخلافات جزء طبيعي من أي عملية سياسية سليمة”. ومع ذلك، فإن الواقعة أثارت تساؤلات حول مدى النفوذ الذي يسعى ماسك لتكريسه داخل الإدارة الأمريكية، وعن عمق الانقسامات داخل البيت الأبيض.
من الواضح أن ماسك يسعى إلى تكريس نفوذه داخل الإدارة الأمريكية، وذلك من خلال دعم مرشحيه في المناصب الحكومية. وقد نجح في تحقيق بعض النجاح في هذا الصدد، كما يتضح من تعيين غاري شابلي قائماً بأعمال مفوض مصلحة الضرائب. ومع ذلك، فإن هذا النفوذ يثير قلق بعض المسؤولين، الذين يرون أن ماسك يتجاوز حدوده.
من جهة أخرى، يمثل بيسنت تياراً داخل الإدارة الأمريكية يرى ضرورة الحفاظ على استقلالية المؤسسات الحكومية، وعدم السماح للقطاع الخاص بالتدخل في عملها. وقد نجح بيسنت في تحقيق انتصار في هذه الجولة، حيث تم عزل شابلي وتعيين فولكندر بدلاً منه.