تأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى أذربيجان في سياق إقليمي معقد، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الإسلامية المعتدلة، بينما تلعب أذربيجان دورًا متزايد الأهمية كوسيط بين أنقرة وتل أبيب.
الخلفية السياسية للزيارة
من المتوقع أن يلتقي نتنياهو بالرئيس الأذري إلهام علييف في العاصمة باكو، لمناقشة ملفات أمنية وإقليمية مشتركة. تأتي هذه الزيارة في ظل توترات متزايدة في المنطقة، خاصة بعد تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وسوريا، مما أدى إلى توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
الوساطة الأذربيجانية بين تركيا وإسرائيل
في تطور لافت، استضافت أذربيجان مؤخرًا اجتماعًا أمنيًا بين وفدين إسرائيلي وتركي، برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ومسؤولين أتراك. تناولت المحادثات التنسيق الأمني في سوريا، حيث ينشط جيشا البلدين، وتم الاتفاق على إنشاء قناة اتصال مباشرة لتفادي الصدامات وسوء الفهم المحتمل بشأن العمليات العسكرية في المنطقة.
كما كشفت تقارير أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أجرى محادثات هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في محاولة للتوسط بين تركيا وإسرائيل. أبلغ مستشارو علييف المسؤولين الإسرائيليين بأن أردوغان لم يرفض بشكل مطلق جهود المصالحة، مما يشير إلى إمكانية تحسين العلاقات بين البلدين.
التحديات أمام العلاقات الإسرائيلية التركية
على الرغم من هذه الجهود، لا تزال العلاقات بين إسرائيل وتركيا تواجه تحديات كبيرة. ففي نوفمبر 2024، ألغى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ زيارة كانت مقررة إلى أذربيجان للمشاركة في قمة المناخ، بعد أن رفضت تركيا السماح لطائرته بالعبور في مجالها الجوي. ورغم أن إسرائيل بررت الإلغاء بأسباب أمنية، إلا أن مصادر أذربيجانية أكدت أن السبب الحقيقي هو الرفض التركي، مما يعكس استمرار التوتر بين أنقرة وتل أبيب.
دلالات الزيارة المرتقبة
تُعد زيارة نتنياهو إلى أذربيجان مؤشرًا على رغبة إسرائيل في تعزيز علاقاتها مع الدول الإسلامية المعتدلة، واستخدام باكو كقناة للتواصل مع أنقرة. كما تعكس هذه الزيارة الدور المتنامي لأذربيجان كوسيط إقليمي قادر على التوسط بين أطراف متنازعة.
في ظل هذه التطورات، من المتوقع أن تركز المباحثات بين نتنياهو وعلييف على تعزيز التعاون الأمني، ومناقشة القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في سوريا والعلاقات مع تركيا. كما قد تسعى إسرائيل إلى استخدام هذه الزيارة لتعزيز مكانتها في المنطقة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها على الساحة الدولية.